سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه - رضي الله عنه -، قال: وذكر الحديث بطوله، وقد اختصر الحافظ بعض ألفاظه.
° الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:
قوله:(على جيش) أي: جنود كثيرة، ولفظ مسلم: (على جيش أو سرية" وهي القطعة من الجيش تنفصل عنه ثم تعود إليه، وحدَّها بعضهم بأربعمائة ونحوها، وسميت سرية؛ لأنها تسري ليلًا على خفية، أو لأنها تكون من خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء السري، وهو النفيس (١).
قوله:(أوصاه) الوصية هي الإخبار بالشيء على وجه الاهتمام. ولفظ مسلم: طأوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه … " ومعنى "في خاصته" أي: في حق نفسه خصوصًا، وقد ثبتت هذه اللفظة في بعض النسخ.
قوله:(خيرًا) أي: أن يفعل بهم خيرًا في أمور الدنيا والآخرة.
قوله:(اغزوا باسم الله) أي: اشرعوا في فعل الغزو مستعينين بالله تعالى، فتكون الباء للاستعانة والتوكل على الله.
قوله:(في سبيل الله) متعلق بـ (اغزوا) والغرض منه الحث على حسن النية وسلامة القصد؛ لأن الغزاة لهم أغراض ومقاصد، والغزو النافع ما كان في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، كما تقدم.
قوله:(قاتلوا من كفر بالله) فيه معنى التعليل؛ أي: قاتلوهم لأجل كفرهم، لا لعصبية ولا غيرها، وهذا عام خُصَّ منه من لا يجوز قتله من الكفار كالنساء والأطفال ومن له عهد، كما سيأتي، وقد قال متصلًا به:(ولا تقتلوا وليدًا).
قوله:(اغزوا) فيه معنى التأكيد، أو أنه تمهيد لما بعده.
قوله:(ولا تَغلُّوا) بفتح التاء وتشديد اللام مضمومة، والغلول: الأخذ من الغنيمة قبل قسمها، وسيأتي إن شاء الله.