للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن رواية محمد بن علي بن الحسين عن عمر - رضي الله عنه - مرسلة (١)، قال ابن عبد البر: (هذا حديث منقطع؛ لأن محمد بن علي لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف) ثم قال: (لكن معناه متصل من وجوه حسان) (٢).

* الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (من مجوس) واحدهم مجوسي، وهذا مما يفرق بينه وبين مفرده بالياء، كروم ورومي، وهو نسبة إلى المجوسية، والمجوس قوم يعبدون النور والنار والظلمة، والشمس والقمر، ويزعمون أن للكون إلهين، وهم في بلاد فارس وما حولها، وقد قضى الإسلام على هذه النحلة ظاهرًا بعد فتح بلاد فارس، لكن بقيت لها آثار في بعض الطوائف كالشيعة وإخوان الصفا والبهائية والنصيرية الباطنية والقدرية وغيرها، وهم يستبيحون نكاح أخواتهم وسائر محارمهم (٣).

قوله: (هَجَر) بفتحتين، وهي اسم لجميع أرض البحرين، ومنها الأحساء.

* الوجه الثالث: في الحديث دليل على مشروعية الجزية.

* الوجه الرابع: في الحديث دليل لمن قال: إن الجزية تؤخذ من المجوس كما تؤخذ من اليهود والنصارى، ويشهد لهذا الحديث حديث عمرو بن عوف الأنصاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها (٤). وكان غالب أهل البحرين إذ ذاك من المجوس (٥)، قال ابن عبد البر (في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المجوس: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" يعني في الجزية، دليل على أنهم ليسوا أهل الكتاب، وعلى ذلك


(١) "المراسيل" ص (١٨٥).
(٢) "التمهيد" (٢/ ١١٤، ١١٦). وانظر: "التنقيح" (٤/ ٦١٨).
(٣) "الاقتضاء" (١/ ١٤٨).
(٤) رواه البخاري (٣١٥٨)، ومسلم (٢٩٦١).
(٥) "فتح الباري" (٦/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>