للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخاف، وهذا اختيار أبي عبيد والخطابي وابن الجوزي وابن التين وغيرهم.

ويجوز ضم الياء وكسر الراء، من أراح يُريح، تقول: أرحتُ الشيء فأنا أُريحه، ويجوز فتح الياء وكسر الراء، وقد حكى الزمخشري اللغات الثلاث في "الفائق" (١).

قوله: (ليوجد) هذه رواية البخاري في "الديات"، وأما لفظه في الباب المذكور فهو: (وإن ريحها توجد).

قوله: (مسيرة أربعين عامًا) أي: إن ريح الجنة وطيبها ونسيمها يجده المؤمن يوم القيامة من مسافة أربعين عامًا (٢).

* الوجه الثالث: في الحديث دليل على إثم من قتل معاهدًا بغير حق، وأن هذا من كبائر الذنوب لثبوت الوعيد فيه، وهذا يفيد وجوب صيانة دماء أهل الذمة والمعاهدين، وأن المعاهد له حق الأمن على نفسه وماله وعرضه، حتى تتم المدة أو ينبذ إليهم العهد إذا خيف خيانتهم، وإذا كان هذا الوعيد في قتل المعاهد فكيف بقتل المسلم؟!.

وتقييد قتله بغير حق ليس في الحديث، وقد قيده البخاري كما في الترجمة المذكورة، وهذا القيد مستفاد من قواعد الشرع، وثبت في روايات خارج الصحيح (٣).

وقد تقدم الكلام في الاقتصاص من قاتل المعاهد في "الجنايات". والله تعالى أعلم.


(١) انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (٣/ ١١٦ - ١١٨)، "أعلام الحديث" (٢/ ١٤٦٤)، "الفائق" (٢/ ٨٩)، "كشف المشكل" لابن الجوزي (٤/ ١٢٠)، "فتح الباري" (٦/ ٢٧٠)، "عمدة القارئ" (١٢/ ٢٣٢).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١٢/ ٢٦٠).
(٣) انظر: "فتح الباري" (١٢/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>