للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن أبي عبيدة هو محمد بن أبي عبيدة، ثقة (١)، وأبوه عبد الملك بن معن أو أبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ثقة أيضًا (٢)، لكن ينظر في تفرد محمد بن أبي عبيدة عن أبيه؛ فإنه لا يحتمل، لأن له عن أبيه، عن الأعمش غرائب وإفرادات كما قال ابن عدي (٣).

وحديث الباب له شواهد، منها حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - رواه الطبراني في "الكبير" (١١/ ١١٨) وحديث معاوية - رضي الله عنه - عنده -أيضًا- (١٩/ ٣٨٥، ٣٨٧) (٢٠/ ٣١٣) وحديث عبد الله بن أبي سفيان - رضي الله عنه - عند ابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/ ١١٣).

° الوجه الثاني: في شرح ألفاظها:

قوله: (كيف تُقَدَّس أمة) ضُبط بضم التاء وفتح القاف وتشديد الدال مفتوحة مبنيًّا لما لم يسم فاعله، و (أمة) نائب فاعل، وضبطه بعضهم بفتح التاء وإسكان القاف وضم الدال مبنيًّا للمعلوم، مضارع قَدُسَ من باب كَرُمَ، فعلى الأول معناه: كيف تُطَهَّرُ أمة وتنزه من الذنوب لا يُنتصف لضعيفها من قويها.

وعلى الثاني معناه: كيف تَطْهُرُ أمة من الذنوب وتصير مباركة طيبة (٤).

قوله: (من شديدهم) أي: من قويهم إذا ظلم، يقال: شَدَّ الشيء يَشِدُّ من باب ضرب، شدًا: قوي، فهو شديدٌ (٥).

* الوجه الثالث: في هذه الأحاديث دليل على أنه يجب أن يؤخذ من القوي للضعيف الذي لا يستطيع أن يقدم حجته أو أن يبلغها بل يُغلب، وعلى الأمة وعلى أعيانها وأمرائها وعلمائها وقضاتها أن ينصفوا الضعيف وألا يدعوا الشديد يعتدي عليه أو يغلبه.

وقد جاء في معنى هذه الأحاديث حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" (٦). والله تعالى أعلم.


(١) "تهذيب الكمال" (٢٦/ ٧٥).
(٢) "تهذيب الكمال" (١٨/ ٤١٧).
(٣) "الكامل" (٦/ ٢٣٤).
(٤) انظر: "إتحاف الكرام" ص (٤٣٥).
(٥) "المصباح المنير" ص (٣٠٧).
(٦) رواه البخاري (٢٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>