للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثه) (١).

وقد رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٠٣) - ومن طريقه الترمذي (٢٣١٨) - عن الزهري، عن علي بن حسين، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا.

قال الترمذي: (هذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة). وممن رجح إرساله أحمد وابن معين، والبخاري، والبيهقي (٢).

وقد تابع مالكًا في روايته عن الزهري، عن علي بن حسين مرسلًا جمع من الرواة، منهم: معمر بن راشد عند عبد الرزاق (٢٠٦١٧)، ويونس بن يزيد عند ابن وهب في "الجامع" (٢٩٧، ٤٤٣) وعند القضاعي في "مسند الشهاب" (١٩٣) وآخرون، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (٣/ ١٠٨ - ١١٠) (٨/ ٢٥ - ٢٨) (١٣/ ٢٥٨) أوجه الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: (والصحيح حديث الزهري عن علي بن الحسين مرسلًا). وقال ابن رجب: (قد خلط الضعفاء في إسناده على الزهري تخليطًا فاحشًا، والصحيج مرسل).

• الوجه الثاني: هذا الحديث من الكلمات الجامعة النافعة؛ لأنه أصل كبير في تأديب النفس وتهذيبها، وبيان المنهج الذي ينبغي للمسلم أن يسير عليه في حياته، وهو وإن كان فيه المقال المتقدم لكنه درس تربوي لكثير من الناس، وعموماتُ الشريعة تدل على معناه، فإنه يدل على أن من حسن إسلام المرء وإيمانه إعراضه عما لا يعنيه ولا يهمه من الأقوال والأفعال في أمور الدين والدنيا؛ لأن المسلم يكفيه ما يعنيه واشتغاله بما أوجب الله عليه من الطاعات وأعمال البر والإحسان، وما يتعلق بضرورة حياته من أمور معاشه من مطعم ومشرب ومسكن، وتربية أولاده، أما تدخُّله في شؤون غيره فهذا دليل على ضعف العقل وقلة البصيرة في الدين؛ لأن مفهوم الحديث: أن من لم يترك ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال فإنه مسيء في إسلامه.

وكما أن ترك المسلم ما لا يعنيه من حسن الإسلام وعلو الهمة؛ فإن فيه


(١) "الثقات" (٧/ ٣٤٢)، "تهذيب التهذيب" (٨/ ٣٧٢).
(٢) "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٢٠، ٢٢١)، "شعب الإيمان" (٩/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>