للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (يوم يموت) بالنصب على الظرفية وهو مقدم على عامله، والمراد به: وقت خروج روحه وما قبل ذلك من حين المعاينة التي لا يقبل عندها توبة.

قوله: (وهو غاش لرعيته) جملة حالية من ضمير (يموت) الأول، والغاش: بتشديد الشين بصيغة اسم الفاعل من غش الثلاثي، وهو ضد النصح، مأخوذ من الغشش وهو المشرب الكدر؛ أي: خائن لا يقوم بمصالحهم، ولا يفي بحقوقهم.

قوله: (إلَّا حرم الله عليه الجنَّة) تقدم الكلام على مثل هذه الجملة عند الحديث (١٤٦٤) من هذا الجزء.

• الوجه الثالث: في الحديث وعيد شديد وزجر أكيد عن غش الإِمام لرعيته وعدم النصح لها وأن هذا من كبائر الذنوب؛ لأن من مات على هذه الحال فإن الله تعالى يمنعه من دخول الجنَّة.

وغش الإِمام لرعيته يتناول أمورًا كثيرة، منها: التهاون في تطبيق شرع الله تعالى، وعدم الحكم بين الرعية بما أنزل الله، والتهاون في إقامة دين الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم الاهتمام بأمور الرعية أو مصالحها والاحتجاب عن الناس وعن رفع حوائجهم.

ومن الغش ترك المفسدين يعيثون في الأرض بإفساد الأخلاق ونهب الأموال والاعتداء على الأعراض بدون رادع من حَدٍّ أو تعزير.

ومن الغش المحاباة في المناصب وتولية من ليس كفؤًا لها من إمارة أو قضاء أو وزارة أو غير ذلك. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>