للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدخول في الماء؛ أي: يتصرفون في أموال المسلمين بالباطل بكثرة المآكل والمشارب، وجودة الشِيَاتِ والملابس والمراكب، والتعبير بالتخوض يفيد أنهم يتصرفون فيها تصرفًا غير مبني على أصول شرعية، بل هو بمجرد التشهي.

قوله: (في مال الله) المال: كل ما يتموله الإنسان من عقار أو منقول، قيل: إن المراد أموال المسلمين التي تصرف في المصالح العامة، وقيل: المراد العموم في كل مال، سواء أكان ماله أم مال غيره (١).

قوله: (فلهم النار يوم القيامة) هذا حكم مرتب على الوصف المناسب وهو الخوض في مال الله، ففيه إشعار بالعِلِّيَّةِ.

• الوجه الرابع: الحديث دليل على عظم شأن المال، ووجوب صرفه في الوجوه الشرعية المباحة؛ لأن الله تعالى جعل المال قيامًا لأمور الناس الدينية والدنيوية، وفيه تحذير من بذل الأموال في غير محلها، أو أخذ الإنسان شيئًا منها وهو غير مستحق لها، أو أخذه أكثر مما يستحق. قال ابن بطَّال: (معنى حديث خولة في هذا الباب -أي: تبويب البخاري- أن من أخذ من المقاسم شيئًا بغير قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو الإِمام بعده فقد تخوض في مال الله بغير حق، ويأتي بما غلَّ يوم القيامة.

وفيه ردع للولاة والأفراد أن يأخذوا من مال الله شيئًا بغير حقه، ولا يمنعوه من أهله) (٢). والله تعالى أعلم.


(١) "دليل الفالحين" (١/ ٥٤٤)، "سبل السلام" (٨/ ٣٠٥)، "شرح رياض الصالحين" (٢/ ٥٣٨).
(٢) "شرح صحيح البخاري" لابن بطَّال (٥/ ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>