للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الدَّارَقُطني: (متروك) (١)، وقال الحافظ في "التقريب": (صدوق له أوهام).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (خصلتان) مثنى خصلة وهي الصفة، وهي خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رذيلة، وهو مبتدأ، والجملة بعده صفة مسوغة للابتداء بالنكرة، والخبر (البخل وسوء الخلق) وقيل: (خصلتان) خبر مقدم، و (البخل وسوء الخلق) مبتدأ مؤخر.

قوله: (لا تجتمعان في مؤمن) هذا نفي بمعنى النهي؛ أي: نهي المؤمن أن يكون بخيلًا، وأن يسوء خلقه. والمراد بذلك اجتماعهما فيه مع بلوغ النهاية بحيث لا ينفك عنهما، ويوجد منه الرضا بهما، أما ما يحصل في أوقات نادرة ويندم ويلوم نفسه، أو تدعوه نفسه إلى ذلك، فينازعها فإنه بمعزل عن ذلك (٢).

قوله: (البخل) مصدر بَخُلَ -بفتح فضم- من باب قَرُبَ، ومن باب تعب، مصدره البَخَل بالفتح.

والبخل في الشرع: منع الواجب، وعند العرب: منع السائل مما يفضل عنده (٣). وأشد درجات البخل أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة إليه.

قوله: (وسوء الخلق) هو الوصف المضاد لحسن الخلق؛ أي: قبح السلوك والتعامل مع الآخرين من زوجة وولد وأخ وصديق وغير ذلك.

• الوجه الثالث: الحديث دليل على أن المؤمن الحق لا يتصف بهاتين الخصلتين الذميمتين، وهما: البخل وسوء الخلق وقبح التعامل مع الآخرين؛ لأن البخل لا يكون إلَّا من قلة الثقة بالله تعالى، والمؤمن واثق بربه، طامعٌ بفضله وعطائه، والبخل يجر إلى سوء الخلق، والمؤمن رحيب الصدر، حسن


(١) "سؤالات البرقاني للدارقطني" رقم (٢٢٦).
(٢) "تحفة الأحوذي" (٦/ ٩٧).
(٣) "المصباح المنير" ص (٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>