للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومشاتمة، فإن الإثم يكون على البادئ بالسباب، فيتحمل إثمه وإثم أخيه، وكل ما جرى بسببه فهو عليه، وليس على المجيب المنتصر لنفسه شيء من الإثم؛ لأنه مظلوم، والله تعالى قد أذن له في الانتصار ممن ظلمه، ومجازاة الساب بمثل ما سبّه به من غير زيادة على ذلك، كأن يقول الساب: أخزاك الله، فيقول له الآخر: بل أنت أخزاك الله … قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩)} [الشورى: ٣٩]، وقال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ} [البقرة: ١٩٤].

والأفضل من ذلك الصبر والصفح والعفو، قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: ٤٠]، وقال تعالى: {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: ١٢٦]، وقال تعالى: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٤]. فإن زاد المجيب المنتصر في مجازاته وآذى الظالم بأكثر مما قاله صار ظالمًا ويتحمل إثم زيادته. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>