للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخاري روى له حديثًا واحدًا (١).

لكن في الحديث علة، فقد ضعفه أَبو بكر بن أبي شيبة فقال فيما نقله عنه الخطيب: (إن كان حفظه -يعني محمد بن سابق- فهو حديث غريب)، ثم نقل عن علي بن المديني أنَّه قال عن هذا الإسناد: (هذا منكر من حديث الأعمَش) (٢)، ولعل التِّرمِذي بكلامه السابق يشير إلى هذا، ولما ترجم الذهبي في "الميزان" لابن سابق عدّ هذا الحديث مما ينكر عليه.

وذكر الخطيب أنَّه رواه ليث بن أبي سليم، عن زبيد اليامي، عن أبي وائل، عن عبد الله إلَّا أنَّه وقفه ولم يرفعه، ولما ذكر الدَّارَقُطني الاختلاف في رفعه ووقفه قال: (الموقوف أصح) (٣).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (ليس المؤمن) أي: الكامل الإيمان، فالنفي للكمال لا لأصل الإيمان.

قوله: (بالطعان) صيغة مبالغة من الطعن؛ أي: الكثير الطعن، يقال: طعنت عليه وفيه من باب قتل، ومن باب نفع لغة: قدحت وعبت، وهو طعان في أعراض الناس (٤).

فالطعان: هو كثير الوقوع في أعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما.

قوله: (ولا باللعان) صيغة مبالغة من اللعن؛ أي: الكثير اللعن بحيث لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى إلَّا ويقرن ذلك باللعن.

واللعن من الله: الطرد والإبعاد، ومن الخلق: السب والدعاء، لكن مفهوم الصيغة غير مراد؛ لأن اللعن محرم قليله وكثيره، وقد ثبت عن أبي


(١) "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٨٣)، "الثقات" (٩/ ٦١)، "تاريخ بغداد" (٥/ ٣٤٠)، "تهذيب الكمال" (٢٥/ ٢٣٣)، "الميزان" (٣/ ٥٥٥)، "هدي الساري" ص (٤٣٩).
(٢) "تاريخ بغداد" (٥/ ٣٩٩).
(٣) "العلل" (٥/ ٩٢، ٩٣)، "تاريخ بغداد" (٥/ ٣٣٩).
(٤) "المصباح المنير" ص (٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>