للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا كان حسن الصنع إلى مماليكه، وسيئ الملكة؛ أي: الذي يسيء صحبة المماليك) (١).

• الوجه الثالث: في الحديث تحذير من هذه الأخلاق السيئة والصفات الذميمة.

الصفة الأولى: أن يكون الإنسان خداعًا محتالًا، لا يعيش إلَّا بالخديعة، ولا يمشي إلَّا بالحيلة، فيأكل أموال الناس بطرق من الخداع، من الكذب والتدليس، أو يفسد بين المرء وزوجه أو بين الناس عمومًا، أو يخادع الناس بالمصاهرة منهم، فيظهر الدين والغنى والخصال المرغبة في إجابة خطبته وهو ليس كذلك.

الثانية: أن يكون الإنسان بخيلًا، والبخل صفة ذميمة لا تجتمع مع الإيمان، وهو دليل على سوء الظن بالله تعالى، وعلى قلة العقل، وسوء التدبير، وما أحسن قول حبيش بن مُبَشِّر الثقفي الفقيه: (قعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والناس متوافرون، فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلًا صالحًا بخيلًا) (٢).

الثالثة: أن يكون مسيئًا إلى مماليكه ومن تحت يده من عَمالة ونحوهم، فيكلفهم من العمل ما يشق عليهم، أو يترك الإنفاق عليهم، أو يماطلهم في القيام بحقوقهم وأداء أجرتهم، ومثل المماليك البهائم التي تحت يده، فيقصر عليها في إطعامها وسقيها، أو عدم وضعها في مكان يحميها من شدة الحر وشدة البرد، وقد مضى ما يتعلق بهذا في "النفقات". والله تعالى أعلم.


(١) "النهاية" (٤/ ٣٥٨).
(٢) "الإحياء" (٣/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>