للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسناد، فالنضر قال أَبو حاتم: مجهول، والوليد لا يعرف، ولا يصح لهذا المتن إسناد) (١). وقال الحافظ ابن حجر: (المتن موضوع، وهو من كلام الحسن) (٢)، وبهذا يتبين أن حكم الحافظ عليه - هنا - بحسن الإسناد ليس في محله.

• الوجه الثاني: في هذا الحديث توجيه رشيد وحث للإنسان على أن يشغل وقته بإصلاح نفسه وذلك بالتحلي بمكارم الأخلاق، والتخلي عن رذائل الذنوب والمعوقات عن السير إلى الله تعالى، والاستعداد للدار الآخرة، ولا ريب أن من تخلى عن مساوئ الأخلاق فإنه يتحلى بمكارم الأخلاق.

هذا هو المنهج السليم والسلوك المستقيم الذي يسلم فيه الإنسان من الاشتغال بعيوب الناس وتتبّع عوراتهم. والحديث وإن كان إسناده ضعيفًا جدًّا لكن معناه صحيح، دلّت عليه عمومات الشريعة.

ولابن القيم كلمة قيمة يوضح فيها صفات السائر إلى الله وإلى الدار الآخرة فيقول: (طالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة - بل وإلى كل علم، وصناعة، ورئاسة بحيث يكون رأسًا في ذلك، مقتدى به فيه - يحتاج أن يكون شجاعًا مقدامًا، حاكمًا على وهمه، غير مقهور على سلطان تَخَيُّله، زاهدًا في كل ما سوى مطلوبه، عاشقًا لما توجه إليه، عارفًا بطريق الوصول إليه، والطرق القواطع عنه، مقدام الهمة، ثابت الجأش، لا يثنيه عن مطلوبه لوم لائم، ولا عذل عاذل، كثير السكون، دائم الفكر، غير مائل مع لذة المدح ولا ألم الذم، قائمًا بما يحتاج إليه من أسباب معونته، لا تستفزه المعارضات، شعاره الصبر، وراحته التعب، محبًّا لمكارم الأخلاق، حافظًا لوقته، لا يخالط الناس إلَّا على حذر، كالطائر الذي يلتقط الحب بينهم، قائمًا على نفسه بالرغبة والرهبة، طامعًا في نتائج


(١) "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ٥٥٧).
(٢) "مختصر زوائد مسند البزار" (٢/ ٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>