للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (٢) من طريق محمد بن مصعب القرقساني، عن حبيب بن عبيد - قال: حسبت أنَّه ذكر معه حكيم بن عمير - عن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.

ولما ذكر الدَّارَقُطني هذا الاختلاف قال: (والقول الأول أصح) (١).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (الشؤم) بضم الشين وسكون الهمزة، وقد تسهل وتبدل بالواو، ضد اليُمن والبركة.

قوله: (سوء الخلق) من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أي: الخلق السيئ، وهو من باب الحصر المجازي؛ أي: معظم الشؤم سوء الخلق، مثل: البر حسن الخلق، الحج عرفة، الدين النصيحة، على أحد الوجهين، كما سيأتي إن شاء الله.

وسوء الخلق: هو الوصف المضاد لحسن الخلق، وسوء الخلق يقوم على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب.

• الوجه الثالث: هذا الحديث وإن كان ضعيفًا لكن معناه صحيح، وهو أن الخلق السيئ شؤم على صاحبه وعذاب عليه وعلى من حوله من الأهل والأولاد والجيران والأصدقاء والزملاء، فهو يضر نفسه ويضر غيره، قد كَثُر معادوه، وقلّ مصافوه. قال بعض البلغاء: (الحَسَنُ الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، والسعى الخلق الناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء) (٢).

وقد يتغير حسن الخلق والوطَاءِ إلى الشراسة والبذاء لأسباب عارضة، وأمور طارئة، تجعل اللين خشونة، والوطَاءَ غلظة، والطلاقة عبوسًا، ومن هذه الأسباب:

١ - الولاية التي تُحْدِثُ في الأخلاق تغيرًا، وعلى الخُلطاء تنكرًا، إما من لؤم طبع، وإما من ضيق الصدر.


(١) "العلل" (١٤/ ٣٢٢، ٣٢٣).
(٢) "أدب الدنيا والدين" ص (٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>