للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل، فبذلك بعث ليتمه - صلى الله عليه وسلم - … ).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: (الأخلاق الكاملة والآداب السامية تجعل صاحبها مستقيم الظاهر والباطن، معتدل الأحوال، مكتمل الأوصاف الحسنة، طاهر القلب، نقيّه من كلِّ درن وآفة ونقص، قوي القلب، متوجهًا قلبه إلى أعلى الأمور وأنفعها، قائمًا بالحقوق الواجبة والمستحبة، محمودًا عند الله وعند خلقه، قد حاز الشرف والاعتبار الحقيقي، وسلم من كلِّ دنس وآفة، قد تواطأ ظاهره وباطنه على الاستقامة، وسلوكِ طريق الفلاح، وعلُوُّ مكانة المتخلق بأخلاق القرآن وآدابه لا يمتري فيه من له أدنى مُسْكَةٍ من عقل؛ لأنَّ العقل من أكبر الشواهد على حسن ما جاء به الشرع.

ولهذا ينبّه الله أولي العقول والألباب، ويوجّه إليهم الخطاب؛ لأنَّه كلَّما كمل عقل الإنسان عرف كمال ما جاء به الشرع، وأنَّه يستحيل وجود قانون أو نظام أو غيرها يقارب ما جاء به القرآن كمالًا وفضلًا، ورفعة وعلوًا ونزاهةً، ويعرف ذلك بتتبع ما جاء به القرآن) (١).


= وهذا سند حسن، ابن عجلان صدوق، قال الحاكم: (صحيح على شرط مسلم)، وسكت عنه الذهبي، ومسلم إنما أخرج لابن عجلان مقرونًا بغيره.
والحديث له شاهد مرسل رواه ابن وَهْب في "الجامع" (٢/ ٥٨٤) قال ابن عبد البر: (هذا الحديث يتصل من طرق صحاح عن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -). "التمهيد" (٢٤/ ٣٣٣ - ٣٣٤).
(١) "فتح الرحيم الملك العلَّام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق المستنبطة من القرآن" ص (١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>