للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والغرض من هذه الجملة تحريك الهمة والحث والترغيب في اكتساب أنواع القوة، من قوة البدن وقوة العلم وقوة الإيمان والعمل الصالح، وهذه الخيرية باعتبار ما تقدم من تأثيره على غيره بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

قوله: (وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف) اسم تفضيل، وبعده المفضل عليه.

قوله: (وفي كل خير) أي: وفي كل من المؤمن القوي والمؤمن الضعيف خير؛ لاشتراكهما في أصل الإيمان، و (خير) هنا مصدر لا اسم تفضيل.

وهذا نوع من البلاغة يسمى الاحتراس؛ لئلا يتوهم القدح في المفضول، وهو المؤمن الضعيف ويُظن أنه لا خير فيه.

قوله: (احرص) بكسر الراء من باب ضرب، وفتحها لغة من باب تعب، وهو من الحرص الذي هو بذل الجهد واستفراغ الوسع، وذلك بفعل الأسباب المشروعة التي تنفع العبد في دنياه وأُخراه.

قوله: (على ما ينفعك) أي: من أمور دينك ودنياك، من العلم النافع والعمل الصالح وسلوك الأسباب الدنيوية اللائقة بالحال؛ لطلب المعاش الذي يستعين به على صيانة دينه وعياله.

قوله: (واستعن بالله) أي: اطلب الإعانة في جميع أمورك من الله تعالى لا من غيره.

قوله: (ولا تَعْجَزْ) ضبطت هذه اللفظة في بعض نسخ "الصحيح" بكسر الجيم، وفي بعضها بالفتح، وفي بعضها بالوجهين، والكسر هو الأفصح على أنها من باب ضرب، قال تعالى عن الجن: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (١٢)} [الجن: ١٢]، وحكي الفتح من باب تَعِبَ (١)، وقد


(١) انظر: "مختار الصحاح" ص (٤١٣)، "شرح النووي على صحيح مسلم" (١٦/ ٤٥٥)، "المصباح المنير" ص (٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>