للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المرآة يرتسم فيها ما هو مختفٍ عن صاحبه فيراه فيها، فكذا المؤمن يرشد أخاه إلى محاسن الأخلاق فيفعلها، وإلى مساوئ الأخلاق فيجتنبها.

° الوجه الثالث: في الحديث دليل على موقف المؤمن من أخيه وبيان مسؤوليته تجاهه وأن المؤمن إنما يعلم عيب نفسه بإعلام أخيه له، كما يعلم خلل وجهه بالنظر في المرآة، وهذا يفيد وجوب النصح للمؤمن وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فإذا اطلع على شيء من عيوب أخيه وأخطائه نبهه عليها وأرشده إلى إصلاحها، لكن بينه وبينه؛ لأن النصيحة في الملأ فضيحة (١).

وقد تقدم قول الفضيل بن عياض: (المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيِّر)، وقال مسعر بن كدام: (رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي في سرٍّ بيني وبينه؛ فإن النصيحة في الملأ تقريع) (٢)، فعلامة النصح الستر، وعلامة التعيير الإعلان. والله تعالى أعلم.


(١) "عون المعبود" (١٣/ ٢٦١).
(٢) "الآداب الشرعية" (١/ ٢٩٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>