للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشرعًا: الالتجاء إلى الله تعالى بطلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو دفعه (١).

والدعاء نوعان:

١ - دعاء عبادة.

٢ - دعاء مسألة.

فدعاء العبادة: شامل لجميع أنواع العبادة من صلاة وصوم وحج وتلاوة وذكر؛ لأن العابد يقصد بعبادته من صلاته وصومه وحجه رضا ربه ونيل ثوابه والسلامة من عقابه، وهذا دعاء، ودعاء العبادة يتضمن الثناء على الله بما هو أهله، ويكون مصحوبًا بالخوف والرجاء.

وأما دعاء المسألة فهو طلب الداعى من ربه ما ينفعه أو كشف ما يضره أو دفعه.

وكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة؛ لأن دعاء المسألة -كما تقدم- هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو دفعه، ومن يملك الضر والنفع، فإنه هو المعبود حقًّا، والمعبود لا بد أن يكون مالكًا للنفع والضُّر (٢).

وقد اجتمعا في قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: ٥٥]، قال ابن القيم: (لكنه ظاهر في دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة، ولهذا أَمَرَ بإخفائه وإسراره) (٣).


(١) "بدائع الفوائد" (٣/ ٢).
(٢) "بدائع الفوائد" (٣/ ٨٣٥).
(٣) المصدر السابق (٣/ ٨٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>