للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلامتها: أن تأتي في سياق المدح أو الثناء، فإن جاءت في سياق المحاسبة والمجازاة فهي عامة، وهي معية العلم والإحاطة؛ كقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤] (١).

قوله: (ما ذكرني) ما: مصدرية ظرفية تؤول وما بعدها بالظرف والمصدر؛ أي: مدة ذكره إياي، وفي الرواية الأخرى: "إذا هو ذكرني".

قوله: (وتحركت بي شفتاه) مثنى شفة وهي معروفة، ولا تكون الشفة إلا للإنسان، وأصلها شَفَهَة بدليل جمعها على شفاه، ولامها محذوفة، والهاء عوض عنها (٢).

° الوجه الثالث: الحديث دليل على فضل الاشتغال بذكر الله تعالى، وأن ذكره سبب فوز العبد بمعية الله له وتوفيقه وإعانته، وسماع كلامه وإثابته وإجابة دعائه، وهذه المعية لا تخالف علوه واستواءه على عرشه، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: ٤] فإن الله تعالى معنا حقيقة، وهو مستو على عرشه فوق خلقه حقيقة. والله تعالى أعلم.


(١) انظر: "التنبيهات السنية" ص (١٠٠).
(٢) "المصباح المنير" ص (٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>