للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا لفظ النسائي، ورواه أحمد مطولًا، وفيه: "ولا ملجأ. . ." وفي ثبوت هذه الزيادة نظر؛ لأن حديث أبي هريرة له طرق أخرى، وليس فيها هذه اللفظة، ويقوي هذا عدم ثبوتها في رواية "الصحيحين".

وقول الحافظ: إن هذه الزيادة من حديث أبي موسى وهم منه، فإن النسائي روى حديث أبي موسى في عشرة مواضع من "السنن الكبرى" (١) وليس في واحد منها هذه الزيادة.

° الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (يا عبد الله بن قيس) هذا اسم أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.

قوله: (ألا أدلك) ألا: بفتح الهمزة وتخفيف اللام، كلمة تنبيه؛ لأن المتكلم ينبه السامع على أمر عظيم الشأن، ومعنى (أدلك): أعلمك وأرشدك.

قوله: (كنز من كنوز الجنة) أصل الكنز في اللغة: ما يدفن من الأموال والأمتعة، والمراد هنا: أن هذا القول يعد لقائله ويدخر له من الثواب ما يقع له في الجنة موقع الكنز في دار الدنيا، بمعنى أن قائل هذه الكلمة يحصل ثوابًا نفيسًا يدخر له في الجنة أحوج ما يكون إليه.

وتسميتها كنزًا هو من إطلاق السبب على المسبب، وهو أنها لما كانت سببًا للثواب في الجنة المعبر عنه بالكنز أطلق عليها اسمه من باب المجاز.

قوله: (ولا ملجأ من الله) أي: لا مفر ولا مهرب من قضاء الله أو من عذاب الله، وملجأ يحتمل أنه مصدر ميمي، و (من الله) متعلق به، فيكون منصوبًا على أنه اسم (لا)، ويحتمل أن يكون اسم مكان فهو مبني على الفتح، و (من الله) متعلق بمحذوف صفة له (٢).

قوله: (إلا إليه) أي: إلا بالالتجاء إليه والتحصن برضاه.

° الوجه الثالث: الحديث دليل على فضل هذه الكلمة العظيمة (لا حول


(١) انظر: "السنن الكبرى" (٧/ ١٣٢) مع الحاشية.
(٢) "البدر التمام" (٥/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>