للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دعائه - صلى الله عليه وسلم - بعد رمي الجمرتين (١)، وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في دعائه - صلى الله عليه وسلم - لقبيلة دوس (٢)، وغير ذلك.

ورفع اليدين في الدعاء من المسائل التي تواترت فيها الأحاديث تواترًا معنويًّا، فقد ذكر السيوطي في رسالة له ما يقرب من ستين حديثًا، لكنها في مواضع مختلفة، فكل واحد منها لم يتواتر لفظًا، وإنما القدر المشترك فيها وهو الرفع تواتر باعتبار المجموع (٣).

فكل موضع رفع فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فإننا نرفع فيه، تأسيًا به - صلى الله عليه وسلم -، وكل موضع دعا فيه ولم يرفع، فإنه لا يشرع لنا الرفع كدعائه - صلى الله عليه وسلم - في الطواف وأثناء السعي والدعاء بين السجدتين وآخر التشهد وبعد الفراغ من الصلاة، وهكذا في خطبة الجمعة، فإنه لم يرفع، فلا يشرع للخطيب ولا للحاضرين الرفع إلا إذا استسقى، وكذا دخول الخلاء والخروج منه، يقول العز بن عبد السلام: (لا يستحب رفع اليدين في الدعاء إلا في المواطن التي رفع فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه) (٤). والله تعالى أعلم.


(١) رواه البخاري (١٧٥٢).
(٢) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٦١١)، وهو في "الصحيحين" بدون ذكر رفع اليدين، "صحيح البخاري" (٦٣٩٧)، "صحيح مسلم" (٢٥٢٤)، وانظر: "فتح الباري" (١١/ ١٤٢).
(٣) انظر: "نظم المتناثر" ص (١٧٦) ورسالة السيوطي: "فضّ الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء".
(٤) "الفتاوى" للعز بن عبد السلام ص (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>