للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصدر تحوَّل، والتحول هو الانتقال؛ أي: وانتقال عافيتك عني بحصول المرض بدل الصحة، والفقر بدل الغِنَي، والعافية: ضد المرض، أو هي السلامة من جميع مكاره الدارين، وهذا أحسن (١).

والفرق بين الزوال والتحول: أن الزوال في شيء كان ثابتًا ثم فارقه، والتحول تغير الشيء وانفصاله عن غيره، فمعني زوال النعمة: ذهابها من غير بدل، وتحول العافية إبدال الصحة بالمرض والغني بالفقر (١)، وقد يكون المعنى واحدًا، وتغيير اللفظ له معنى بلاغي، وهو التفنن في التعبير.

قوله: (وفجأة نقمتك) ضبطت في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي لـ "الصحيح" بضم الفاء وبفتح الجيم ممدودة، ويروي بفتح الفاء وإسكان الجيم من غير مد على وزن جَلْسة (٢). قال أهل اللغة: (فَجَأ الأمرُ، وفَجِئَ فُجَاءَةً: جاء بغتة، وفَجَأْتُهُ، وفَجِئْته: مثله) (٣).

والنقمة: بكسر النون وسكون القاف بوزن النعمة اسم من الانتقام، وهو المكافأة بالعقوبة والأخذ بغتة، وخصها بالذكر لأنه أشد.

قوله: (وجميع سخطك) هذا تعميم بعد تخصيص، وهو يحتمل أنه استعاذة بالله من الأسباب الموجبة لسخط الله تعالى، وإذا انتفت الأسباب المقتضية للسخط حصلت أضدادها؛ لأن الرضا ضد السخط كما في حديث: "أعوذ برضاك من سخطك" (٤)، ويحتمل أن تكون الاستعاذة علي ظاهرها؛ أي: من السَّخَطِ نفسه.

* الوجه الثالث: الحديث دليل علي استحباب الدعاء بهؤلاء الكلمات


(١) انظر: "الفتوحات الربانية" (٧/ ٢٠٥).
(٢) انظر: "الفتوحات الربانية" (٧/ ٢٠٥).
(٣) "الأفعال" لابن القوطية ص (٢٩٢).
(٤) رواه أبو داود (٨٧٩)، والترمذي (٣٤٩٣)، والنسائي (٢/ ٢٢٢)، وابن ماجه (٣٨٤١) من حديث عائشة - رضي الله عنها -. وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح) وله طرق أخرى. وانظر: "تحفة الأشراف" (١٢/ ٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>