للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التسبيح بالحمد المطلق الذي هو وصف الله بالكمال والثناء عليه بجميع المحامد مع محبته وتعظيمه، ثم إعادة التنزيه مرة أخرى مع وصفه بالعظمة المطلقة التي لا يستحقها إلا من اتصف بصفات الكمال.

• الوجه الرابع: في الحديث حث على المواظبة على هذا الذكر وترغيب في ملازمته، وتعريض بأن سائر التكاليف شاقة على النفس ثقيلة، وهذه خفيفة سهلة عليها مع أنها تثقل في الميزان ثقل غيرها من التكاليف (١).

• الوجه الخامس: أن الله تعالى يحب بعض الكلام وبعض العمل أكثر من غيره، وفي هذا دليل على إثبات المحبة لله تعالى، وهي صفة من صفاته الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف، وقد تقدم الكلام على ذلك عند شرح الحديث (١٤٨٣).

• الوجه السادس: إثبات البعث والنشور والجزاء على الأعمال يوم القيامة، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠)} لواقعة: ٤٩، ٥٠]، وقال تعالى: {إِنَّ إِلَينَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا حِسَابَهُمْ (٢٦)} لغاشية: ٢٥، ٢٦] وقد أجمع المسلمون على ثبوت البعث، وإثبات الحساب والجزاء على الأعمال، وهو مقتضى الحكمة (٢).

• الوجه السابع: توحيد الله تعالى الذي هو أصل الإيمان، لأن قوله: (سبحان الله) معناه تنزيه الله تعالى، وقوله: (سبحان الله العظيم) تأكيد التنزيه والطهارة والبراءة من النقائص وكل سوء.

• الوجه الثامن: إثبات الميزان وأنه حق توزن فيه الحسنات والسيئات يوم القيامة، ولهذا ذكر البخاري هذا الحديث في (باب قول الله-عزَّ وجلَّ-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: ٤٧]) كما تقدم. وقد نقل غير واحد إجماع سلف هذه الأمة على وجوب الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة، وما يوضع في الميزان فهو مخلوق، وقد بلغت أحاديث ثبوته مبلغ


(١) "شرح الطيبي" (٥/ ٧٣).
(٢) انظر: "نبذة في العقيدة الإسلامية" ص (٤٠ - ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>