للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مدائن واختراعات وصور أعاظم الرجال الذين يشتركون في هذه الحرب، وأما عن تاريخ الحرب فسنفرد له قسماً من الصحيفة كبيراً سيكون كتاباً جامعاً يتناول حركة المدنية الأوروبية في نصف القرن الأخير من أدب وفلسفة وتربية وسياسة وتسليح واختراع فنلفت إليه الأنظار.

راجات الهنود

يقاتل الآن سبعون ألفاً من زهرة جيوش الهند وأبسل شجعانهم جنباً لجنب مع الإنكليز وعلى رأسهم ستة من عظماء المهراجات يمشي في مقدمتهم السير برتاب سنج مهراجا جودبور، وقد كان تطوع هذا الشيخ خليقاً بالفخر والإعجاب فقد أبى إلا أن يمشي في رفقة الجيش ويركب الأوقاينوس ويمتشق السيف ويلبس لباس الجندي وإن كان شيخاً مسناً قد جاز السبعين أو كاد وقد اصطحب حفيده وهو فتى لم يفت بعد حدود السادسة عشر، والسر برتاب من أشهر حكام الهند وأوسعهم ذكراً وأعرضهم جاهاً كان صديقاً حميماً للملكة فيكتوريا كريما عليها يكاتبها الحين بعد الحين ويبدي لها سديد آرائه في مهام الإمبراطورية الهندية وشؤونها.

وقد اكتتب مهراجا ولاية برودا بجنوده وكنوزه وأمواله، وهو من أقوى أمراء الهند وأوسعهم ثراء. حارب أجداده الإنكليز في الثورة الهندية وهو يفخر بأنه اليوم ينصرهم، يحكم ولاية أكبر من مقاطعة غال ويقدر دخله الخاص بما يربو على مليونين في العام.

ومن مشهوري المهراجات مهراجا ميسور اكتتب للحرب بخمسة ملايين روبية أي بنحو من ٠٠٠ر٣٣٠ من الجنيهات لتنفق في سبيل البعثة الهندية. وتحتوي ولايته ستة ملايين من الهندوس ومنهم تخرج زهرة الجيش الهندي وصفوته.

وقد اقترح مهراجا جواليور وكذلك أميرة بهوبال إنشاء مستشفي بحري لإسعاف الجرحى وتكفل بجزء كبير من نفقاته. ولم تكتف حميته بذلك، بل تكفل بالمقادير الكبيرة من المال لمساعدة الحكومة الإنكليزية وبتقديم الخيول للجيش. وقديماً أظهر هذا الأمير الدلائل الكثيرة على كرمه وولائه وسماحتهن فهو الذي دفع إلى الملك جورج في حفلة التتويج ثمانية آلاف من الجنيهات لتصرف في سبل الخير تخليداً لذكرى ذلك اليوم، وهو الذي رافق الجيش الإنكليزي إلى الصين منذ إحدى عشرة سنة وأنشأ يومذاك مستشفى بحرياً لتضميد الجرحى