للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قالت: لا تعلم يا سيدي أظنها أيضاً تريد التوبة والخلاص والتكفير عن خطاياها وسيئاتها. ولكن أي رجل مقدس هذا الرجل!.

في أثناء ذلك كان المجنون المتصوف يردد الكلمات التاية (أكولينوشكا - ابنتي المحبوبة - طفلتي العزيزة) ثم أجهش بالبكاء.

عند ذلك رأيت المرأة الراكعة تحت قدميه ترفع إليه عينيها. . . يا لله! لقد أذكر أني رأيت هاتين العينين قبل اليوم. . ولكن أين!

وانطلقت ربة الفندق إليها بملعقة الزيت فأخذتها وأكملت علاجها ثم نهضت واقفة وقالت: هل عندكم مصطبة نظيفة وشيء من الحشيش (وهو الكلأ اليابس). . إن فاسيلي نيكاتيتيش بطيب له النوم على الحشيش.

قالت المرأة: أجل عندنا. امض معي. . ثم التفتت إلى الرجل المقدس فقالت: امض معنا يا عزيزي لتجفف ثيابك وتستريح.

فسعل الرجل وقام من مقعده في بطء - وسمعت أنين سلاسله ثانياً - ثم استدار حتى واجهني وجعل يتأمل صورة العذراء ويصلب على صدره.

فعرفته في الحال وعلمت أنه هو عين ذلك الصانع فاسيلي الذي أراني صورة معلمي المتوفى!

وكانت له لحية كثة ملبدة. وكان عليه ثياب رثة بالية وله سحنة وحشية مولهة حائرة. فكانت هيئته أبعث على النفور والاشمئزاز منها على الذعر والرعب وجعل هذا الرجل العجيب يدير عينيه الذاهلتين في أركان المكان وفي أرضه كمن ينتظر شيئاً.

وقالت المرأة الت يمعه: فاسيلي نكتيتش سير معي يا عزيزي.

فرفع الرجل رأسه بغتة والتفت ولكنه عثر فتمايل. . فهرعت إليه رفيقته في الحال وأخذت بعضده. . وكان صوتها وشكلها يدلان على حداثة سنها. أما وجهها فكان لا يكاد يرى.

وقال الرجل الشرير مرة أخرى بصوت رعش مرتجف وفمه مفتوح عن آخره وهو يضرب صدره بقبضة يده (أكولينوشكا صديقتي!) ثم زفر زفرة شديدة خرجت من أعماق صدره.

وغادرت الغرفة ربة المكان ومضى الرجل ورفيقته على أثرها.