للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصفيحة استزادة من اللذة. وكنت أعلم أنها حماقة ولكن الحب مصدر الحماقات.

فمنذ خانتني هذه المرأة نزعت الصورة الأليمة، ولا تستطيع أيها القارئ أن تتصور أي لوعة وكمد شف قلبي إذ أفض مغلاق تلك الصفيحة. واى زفرة ملتهبة لفحت جوانحي وضاقت بها أضلعي حين تخلصت من ألم لذة تلك الصورة وصوبت نظري إلى ما بصدري من ندوب الإبر والأسنة فخاطبتها قائلاً:

أيتها الندوب المسكينة! عما قريب تزولين. ألا أيها الجرح العزيز على آسوك بأي مرهم؟ وأداويك بأي بلسم؟

ثم حاولت أن أبغض هذه المرأة - ولكن عبثاً إذ كانت كأنها في دم عروقي. فكنت ألعنها ولكني أحلم بها. فقل لي كيف أملك هذا؟ ومن لي بأن أصرف الأحلام وأسيرها. وأحرك رؤى المنام وأدبرها؟ أما ترى ماكبث قال بعد ما قتل دنكين إن ماء الأقيانوس بأسره ما كان ليمحو الدم البريء من يدي

وإني لا ضيف إلى ذلك ولا هذه الجراح والندوب الظاهرة والباطنة، وقلت لصاحبي ديزينيه بالله خبرني ما أنا صانع؟ وكيف السبيل إلى الخروج من هذه الغمة؟ أني والله لا أكاد أضع رأسي على وسادتي إلا وجدت رأسها إلى جانبيي!

لقد عشت في الحياة بروح هذه المرأة انظر إلى الدنيا بعينيها. وأنصت إلى الدنيا بأذنيها. فزوال ثقتي بها هي زوال ثقتي بالعالم أجمع. وبراءتي منها هي براءتي من العالم أجمع وخسارتي إياها هي خسارتي العالم أجمع! ومن ثم استترت في داري لا أغادرها إذ خيل إليّ أن الدنيا مملوءة بالوحوش الضارية. والسباع العادية. وبالجان والمردة والأغوال والسعال وكان لي جواب وأحد على كل ما كان يلقى على من كلمات الإرشاد والنصيحة وهو لا أنكر أنه رأي صواب ولكني سأصر على مخالفته

وجلست إلى النافذة وناجيت نفسيأنا واثق أنها آتية. أحل إنها في الطريق لقد اقتربت من منزلي وأنها لتزداد دنوا فهي والله لا تحيا بدوني كمالا أحيا بدونها فماذا أقول لها وبأية هيئة ألقاها؟ أني أتذكر خيانتها فأقول أولي لها أن لا تحيي أليس من الصواب أن أبعث إليها أن لا تحضر خشية أن أثور بها فأقتلها؟

وبعد رسالتي الأخيرة إليها لم أسمع عنها نبأ. فجعلت أناجي نفسي ترى ماذا تصنع الغادة