للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذَكر في ترجمة حَزَقِيَّا بْنُ آحَاز بن يوثام بن عوزيا بن أمشيايع آش بن أحزيا بن يهورام بن يهوشفاظ بن آشا بن أبيا بن برحمام بن سليمان بن داود (١) أن سنجاريب (٢) أقبل في حشود كبيرة وجنود جليلة لا يأتي عليها وصف واصف فبعث اللَّه في تلك الليلة ملَكًا بالطاعون في عساكر السريانيين فيات منهم مائة ألف وخمسة وثمانون ألفًا". ثم قال في الباب الرابع من الجزء الثاني: "وقد كانت مدينة رومة (٣) في ذلك الوقت من شدة الجوع والوباء فيها كان أعظم من الحروب التي كانت فيه، وكانت متى انقطع قتال السيف عنها لم ينقطع قتل الجوع والوباء" (٤).

وفي الباب الثامن من الجزء الثالث في ذكر بطلميوس (٥): "إنه كان بأرض رومة وباء عظيم وجوع شديد حتى خرج أهلها إلى الاستغاثة بالأسفار التي كان يقال لها أسفار شميبكه (٦) وهي أسفار السحر، واستعاذوا بالصور التي كانوا يعبدونها في صورة ثعبان، وبصورة كانت تدعى اشفلانية (٧)، لكأنهم رجوا بذلك قطع الوباء عن أنفسهم أو قطع عودته إليهم أو كأنهم جهلوا أن الوباء لم يزل مترددا عليهم وملازمًا لهم".

وفي الباب الأول من الجزء الخامس ذكر فيه: "ظهرت بمدينة رومة آيات كثيرة فزع منها أهلها من ذلك أنه ولد بها خنثي وكان من رأي الكهان وأهل النجامة والعنف والزجر إغراقه في البحر ففعلوا ذلك به فما انتفعوا بفعلهم ذلك إذ نزل فيهم في ذلك الزمان من الوباء المفرط ما عجز فيه الناس عن دفن موتاهم حتى خلت الدور العظام والكثيرة الأهل من أهلها ومات جميع سكانها وأقفرت المنازل من عمارها وبقيت الأموال بلا وارث لها، حتى كان الناس يهربون من المدينة إلى البوادي ولا يُقدمون على السكنى بها ولا الدنو منها لفساد جوها من نتن الجيف المتعفنة على فُرشها المواراة على أسرَّتها لا يحجبها شيء عن سقوف بيوتها".


(١) أورد الطبري هذا النسب في تاريخ (١/ ٥٨٥)، وقد رد ابن حزم عليهم فيما زعموه من سلسلة النسب تلك في الفصل (٢/ ١٠).
(٢) سنجاريب. قيل: إنه ملك بابل، وقيل إنه ملك الموصل، وكان في زمن النبي إشعيا، وقد كان متسلطا هو وجنوده يقتلون ويخربون البلاد ويسبون الناس. انظر: تفسير البغوي (٢/ ٦٨) والجواب الصحيح لابن تيمية (٥/ ١٩٢) وتفسير ابن كثير (٥/ ٤٧).
(٣) هي مدينة روما في إيطاليا.
(٤) هذا النقل من كتاب القس الأندلسي هيرسيوس وهو مفقود.
(٥) هناك أعلام كثيرة متفقة في هذا الاسم، ولم يترجح شيء منها.
(٦) هكذا قُرئت ولم أجد لها معنى فيما بين يدي من المصادر.
(٧) هكذا قُرئت ولم أجد لها معنى فيما بين يدي من المصادر.