للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن اعتل أحد بأن هذا الوعيد من رسول الله (متوجه) (١) على الخوارج (٢)، قيل له: أهل الأهواء كلهم يرون الخروج، ويستحلون السيف، والمعتزلة والقدرية (٣) يكفرون المسلمين بالذنوب ويقولون: بأن أهل التوحيد مخلدون في النار مع الكفار. والمشركين والمنافقين، مع ما يضمون إلى ذلك من القول بخلق القرآن، وخلق الأسماء والصفات، وتفسيق الصحابة الأزكياء، والتكذيب بالقدر، إلى سائر ما يعتقدونه ويدينون به من خلاف جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين، ومن كان هكذا، فحقيق بأن يصرف في قبره عن القبلة لتضليله أهل القبلة وخلافهم للكتاب والسنة وإجماع الأمة".

شيخ ابن عدي الحافظ روى عنه هذا الحديث.

قلت: شيخ الطلمنكي في هذا الحديث ابن جهضم (٤)، وشيخه: أبو بكر محمد بن علي بن القاسم بن خالد بن سعيد بن عبد الرحمن الذهبي صاحب التاريخ، وشيخه: أحمد بن عامر البرقعيدي (٥). أظنه: أحمد بن عامر بن معمر الدمشقي (٦) (٧) وشيخه: عمر بن حفص القرشي الدمشقي، وشيخه: أبو الخطاب معروف بن عبد الله الخياط الدمشقي، قال ابن عدي: خاصة ما يرونه لا يتابع عليه.


(١) أقرب قراءة لها.
(٢) الخوارج: هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - بعد قبوله التحكيم، كفروه به. وقال الشهرستاني: كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان". ويجمعهم القول بالتبري من عثمان وعلي ، ويقدمون ذلك على كل طاعة، ويكفرون أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، ويرون الخروج على السلطات الجائر. وكبار الفرق منهم: المحكمة، والأزارقة، والنجدات، والبيهسية، والعجاردة، والثعالبة، والإباضية، والصفرية، والباقون فروعهم. ومن ألقابهم: الحرورية، والشراة، والحرارية، والمارقة. انظر: الملل والنحل (١/ ١١٤ - ١١٥)، والفرق بين الفرق (ص:٥٤)، ومقالات الإسلاميين (ص: ٤ - ٥) و (ص: ١٢٧ - ١٢٨) و (ص:٨٦).
(٣) يُراجع شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص: ٦١١) وما بعدها.
(٤) على بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني الصوفي، أبو الحسن.
(٥) أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي. مات ما بين سنتي: (٣٠١ - ٣١٠ هـ) روى عن: مؤمل بن يهاب، كثير بن عبيد. وروى عنه: محمد بن أحمد بن المفيد، وعبد الله بن عدي الحافظ. انظر: تاريخ الإسلام (٧/ ١٧١) (رقم: ٥٠٧).
(٦) أحمد بن عامر بن المعمر، الأزدي الدمشقي. أبو العباس. مات ما بين سنتي: (٣٠١ - ٣١٠ هـ) روى عن: هشام بن عمار، ودحيم، وغيرهما. وروى عنه: عبد الله الآبندوني، وأبو بكر الربعي، وغيرهما. انظر: تاريخ الإسلام (٧/ ١٧١) (رقم:٥٠٨).
(٧) لم يتضح من هو منهم. البرقعيدي أم الدمشقي.