للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨٣١ - أخبرنا الزراد، أنا الحسن بن محمد، أنا عبد المعز بن محمد، أنا أبو القاسم الجرجاني، انا علي بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ محمد بن حبان بن أحمد البستي، أنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان، ثنا محمد بن معمر، ثنا أبو عاصم، عن ابن جُريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله : "لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" (١).

بَوّب عليه ابن حبان ذكر الخبر المدحض قول من أبطل شفاعة المصطفى، لأمته في القيامة، وزعم أن الشفاعة هي استغفاره لأمته في الدنيا (٢).

قال مكي بن أبي طالب في قول الله تعالى ﴿لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ [سورة طه: ١٣٠].

قرأه الكسائي وأبو بكر بضم التاء على ما لم يسم فاعله، والذي قام مقام الفاعل هو النبي والفاعل هو الله تعالى تقديره: لعل الله يرضيك بما يعطيك يوم القيامة. ولعل من الله واجبة، وقرأ الباقون بفتح التاء وجعلوا الفعل للنبي أي: لعلك ترضى بما يعطيك الله، ودليله قوله ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [سورة الضحى: ٥]. وهو الاختيار لأن الأكثر عليه فلا بد في القرائن أن يعطى محمد في القيامة حتى يرضى ويزاد فوق الرضى، ولا يرضى أن يعذب أحد من أمته ويُخلّد، فهذه الآية أرجى آية في كتاب الله لأمة محمد ومثلها ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ﴾ [سورة الرعد: ٦]. ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [سورة الأعراف: ١٥٦]. ومثلها: ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [سورة النساء: ١١٦]. ومثلها: ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [سورة آل عمران: ١٣١]. ولها نظائر كثيرة في القرآن تطمع أمة محمد في رحمة الله والعفو عن ذنوبهم ودخول الجنة ولا يجب أن يُغتر بذلك فالاغترار بحلم الله مهلك، والإصرار على الذنوب متلف موبق، والإياس من رحمة الله كفر.

٨٣٢ - حدثنا أحمد بن شعيب، أنبأ قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي


(١) أخرجه ابن حبان في الصحيح برقم: (٦٤٦٩).
(٢) انظر: صحيح ابن حبان (١٤/ ٣٨٨)