٦/ الملك الظفر سيف الدين حاجي بن محمد، تولى السلطنة سنة (٧٤٧ هـ)، أقبل على اللهو والشغف بالنساء، وأظهر من الخلاعة وسوء الخلق ما جعل عهده أسوأ من عهود من سبقه، وزاد في عهده الانحلال السياسي، وضربت في عهده موجة من القحط والجفاف أهلكت الحرث والنسل، فقُتل سنة (٧٤٨ هـ) بعد أن حكم مدة سنة وثمانية أشهر. ٧/ السلطان الناصر حسن: رفع لمنصب السلطنة للمرة الأولى سنة (٧٤٨ هـ)، وكان كالمحجور عليه، واستأثر وزيره بالنفوذ في الدولة، حتى قبض عليه وسجنه واستقل بالحكم والسلطان، إلا أن الوزراء استمروا يتدخلون في شؤونه، مما حمله على ملاحقتهم، ولما اشتدت الخلافات تآمروا عليه وخلعوه عن العرش، ونصَّبوا أخاه صلاح الدين (٧٥٢ - ٧٥٥ هـ) وكان لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، ثم اشتد التنافس بين الأمراء فتآمروا على السلطان صلاح الدين وسجنوه، وأعيد السلطان الناصر حسن إلى العرش للمرة الثانية، لكنه لم يتمتع طويلًا حتى قبض عليه الأمير يلبغا سنة (٧٦٢ هـ)، وكانت مدة سلطنته الأولى ثلاث سنين وتسعة أشهر، والثانية ست سنين وسبعة أشهر وأيام، ومات ولم يكمل ثلاثين سنة. ٨/ الملك المنصور صلاح الدين محمد بن المظفّر حاجي بن الناصر محمد: نصبه يلبغا السلطنة سنة (٧٦٢ هـ) وكان فتى في الرابعة عشر من عمره، وهو أول أحفاد الناصر الذين تربعوا على العرش، وكان مسلوب الإرادة، منغمس في اللهو، مال إلى الطرب، وأدمن على شرب الخمر، وظل على حاله إلى أن اتفق الأمراء على خلعه، وظل محجورًا عليه حتى توفي. ٩/ الملك الأشرف شعبان بن حسين بن الملك الناصر: نصبه يلبغا سنة (٧٦٤ هـ) وكان عمره آنذاك عشر سنوات تقريبًا، وحكم مدة أربعة عشر عامًا، وهي أطول مدة حكمها سلطان من أحفاد الناصر محمد، غير أن سيرته اختلفت عن سيرة أسلافه، ظل يلبغا صاحب الحل والعقد، لكن الناس التفوا حول السلطان وتآمروا عليه، ولما علم يلبغا بذلك استدعى الأمير آنون بن الملك الأمجد حسين - أخا الملك الأشرف شعبان - ونصبة سلطانًا، فكان ذلك سببًا في نشوب اصطدامات حامية في شوارع القاهرة انتهت بمقتل يلبغا وهزيمة مماليكه. ثم خلا الجو السياسي للسلطان فاستقرت حالة البلاد نسبيًا في عام (٧٦٩ هـ) وظل الوضع على ذلك حتى عام (٧٧٨ هـ) إذ ثار بعض المماليك على السلطان وكان في طريقه إلى بلاد الحجاز، واستغل أعداؤه في الداخل هذه القفرصة وأعلنوا مقتله، وولَّوا ابنه عليًا مكانه، ولا وصل الأشرف القاهرة تم القبض عليه، وقتل (٧٧٨ هـ). ١٠/ الملك المنصور على بن الأشرف شعبان: تولى السلطة (٧٧٨ هـ) وكان طفلًا في السادسة من عمره، وظهر في عهده الأمير برقوق، مات سنة (٧٨٣ هـ). ١١/ الملك الصالح حاجي بن الأشرف شعبان: ولاه برقوق السلطة عام (٧٨٣ هـ)، وكان عمره ست سنوات، وتقلَّد برقوق منصب الأتابك، ثم أشار عليه مماليكه أن يتبوأ العرش ويحتجب عن الناس وشجعوه وهوَّنوا عليه الأمر، حتى عقد الإجتماع عام (٧٨٤ هـ)، واستقر الرأي فيه على خلع الملك الصالح أمير حاج، وتولية برقوق عرش السلطنة. وهكذا انتهى الحكم القلاووني بعد استمرار دام قرنًا من الزمان، تعاقب خلاله الأبناء والأحفاد على عرش السلطنة المملوكية. وبانتهاء حكم هذه الأسرة انتهت دولة المماليك البحرية.=