للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي كتاب الإكليل (١) لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني (٢): "وقال أمية (٣): إن الشمس لا تطلع حتى تخلد، وإن القمر في الكسوف يدخل في الساهور (٤) وهو عمل عنده يدخل منه. وذلك من حكايات اليهود ونَوكهِم (٥) " (٦).

قال محمد بن زكريا بن يحيى الرازي (٧) في كتاب سمع الكيان وهو القول في أصول الأفعال والانفعالات المتولدة عن تلاقي الاستفسار والأجسام الطبيعية التي هي النار والهواء والماء والأرض وسائر الأجسام المركبة منها كالحيوان والنبات والمعادن، وعن الأجرام السماوية، -فإن هذه أجسام طبيعية- قال: "وإن كانت طبيعة


= محمد بن إسماعيل البخاري وروى عنهما في مواضع من كتابه، رواه أئمة الحديث في كتبهم منهم أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن الإمام أحمد وأبو بكر احمد بن عمرو بن أبي عاصم وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ الحافظ وأبو عبد اللَّه بن منده والحافظ وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه والحافظ أبو نعيم الأصفهاني وغيرهم على سبيل القبول والتسليم. قال الحافظ أبو عبد اللَّه بن منده: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل وغيرهما وقراؤه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين فلم ينكره أحد منهم ولم يتكلم في إسناده وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول وقال أبو الخير بن حمدان: هذا حديث كبير ثابت مشهور، وسألت شيخنا أبا الحجاج المري عنه فقال عليه جلالة النبوة". وصححه كذلك في زاد المعاد (٣/ ٥٨٩) وفي مختصر الصواعق المرسلة (ص ٤٥٩).
وقال ابن كثير في تاريخه (٧/ ٣٣٩): "هذا حديث غريب جدا وألفاظه في بعضها نكارة". وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٤٠): "رواه عبد اللَّه، والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد اللَّه إسنادها متصل، ورجالها ثقات، والإسناد الآخر، وإسناد الطبراني مرسل". وقال ابن حجر في التهذيب (٥/ ٥٧): "حديث غريب جدا". وضعفه الألباني في ظلال الجنة (١/ ٣٣١، ٢٨٧).
(١) كتاب الإكليل عشرة أجزاء وقيل: إن هذا الكتاب يتعذر وجوده تامة. انظر: بغية الوعاة لعلي بن يوسف القفطي (١/ ٣١٧).
(٢) الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف، المعروف بذي الدُّمينة بن عمرو الهمداني الأديب النحويّ الطبيب المنجّم الأخباريّ اللغويّ اليمنيّ المعروف بابن الحائك، توفّي سنة ٣٣٤ هـ. انظر: معجم الأدباء للحموي (٢/ ٨١٠) وبغية الوعاة للقفطي (١/ ٣١٤ - ٣١٩).
(٣) لا أدري من هو أمية هذا.
(٤) الساهور قيل: اسم من أسماء القمر. وقيل: هو غلاف للقمر. ومنه قول أمية: "قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغمدُ" وقال ابن دريد: الساهور: القمر بالسريانية، وهو الصواب. انظر: فقه اللغة للثعالبي (١/ ٩٦) وتهذيب اللغة للأزهري (٦/ ٧٥).
(٥) أي حُمقمهم. والنُّوكُ: الحمق، والنَّوْكي الجماعة، والنَّواكَةُ: الحماقةُ، واسْتَنْوَكْتُه: استحقه. انظر: العين للخليل (٥/ ٤١١) وتهذيب اللغة للأزهري (١٠/ ٢٠٨).
(٦) لم أجده في ما هو موجود مطبوع من أجزاء الإكليل، وهناك أحزاء منه مفقودة كما سبق بيانه.
(٧) الأستاذ الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب، صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، وكان كثير الأسفار وافر الحرمة، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى، وكان واسع المعرفة مكبا على الاشتغال مليح التأليف، بلغ الغاية في علوم الأوائل، توفي بغداد سنة ٣١١ هـ. . انظر: السير للذهبي (١٤/ ٣٥٤).