قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن أبي الأشعث (١) وهو جهمي متفلسف في مقالته في العلم الإلهي: "وقد وضح البرهان عن أرسطاطاليس في المقالة الثامنة من كتابه "السماع الطبيعي" أن شيئًا متشابه الأجزاء لا يمكن أن يحرك نفسه، وقد بينا نحن أيضًا هذا في المقالة الأولى، وقد رجع القول إلى أن محركه غيره، وما محركه غيره فمحدث".
قال:"وقد قال أرسطاطاليس إن كل جسم بالفعل فهو متناهي، ومحال أن يكون جسم متناهي عن متناهي القوة، والفلك جسم متناهي فهو متناهي القوة".
قال محمد بن زكريا الرازي:"وقد وضح أنه لا يمكن حدوثه لا من شيء وأن الأجسام تنحل جميعًا، ويتركه من شيء واحد في جوهره، لكن إقامة البرهان على هذين المعنيين من علم ما بعد الطبيعة".
وقال:"على أنه لم يصح أن الفلك سبب الحياة في المتكونات، بل سبب النمو بإثارته الحرارة في عالم الأرض والماء".
وقال:"اختلفت الفلاسفة في الأرض الأصلية الطين هي أم الحجر؟ وقال بعضهم إن جملة الأرض كانت حجرًا ثم تولد الطين في سطوحها على الدهر، وقال بعضهم: بل الحجر يتولد والطين هو الأرض".
قال:"وقد أثبتنا أن داخل الفلك خلاء ما ببرهان فضلًا عن خارجه، فالقول الصحيح إذن أن خارج الفلك خلاءً؛ إذ ليس يمكن أن يتناهى الجسم إلى لا شيء أو يكون لا في مكان، وكذلك الفلك المطلق المختفي إنما هو الخلاء على ما بيناه". وقد اختلف الفلاسفة الطبيعيون هل الفلك حيوان أم لا؟
قال:"وزعم أرسطو أن له حاسة السمع والبصر دون سائر الحواس لاستغنائه عنها".
قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب دقائق الكلام:"باب الرد عليهم في قولهم: إن أقرب الأفلاك إلينا القمر وهو أدناها منا وأجمع الكل منهم على ذلك. فيقال لهم: لمَ قلتم هذا؟ وما دليلكم عليه؟ فإن قالوا: لأننا شاهدناه يكسف الكواكب كلها فوجب أنه تحتها وهي فوقه. يقال لهم: متى رأينا ما تدَّعون من ذلك ومتى وجدنا القمر قط يكسف الشمس وعطاردًا، وكذلك ما رأينا الزهرة قط كسفت عطاردًا ولا عطاردًا كسف الزهرة ولا زحلًا".
(١) أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الأشعث، أبو جعفر: طبيب مصنف بحاث، عمر عمرا طويلا وله تلاميذ كثيرة، شرح كثيرا من كتب جالينوس. أصله من فارس وانتقل إلى الموصل فأقام إلى أن توفي فيها سنة ثلاثمائة ونيف وستين. انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء لأحمد بن أبي أصيبعة (١٢/ ٣٣٧) والأعلام للزركلي (١/ ٢٠٩).