للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث في التشهد عندي حديث ابن مسعود، روي عنه من نيف وعشرين طريقاً … ) ثم سرد أكثرها، وقال: (لا أعلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالاً … )، قال الحافظ: (ولا خلاف بين أهل الحديث في ذلك) (١).

وقد اعتنى النبي صلّى الله عليه وسلّم بهذا التشهد وعلمه ابن مسعود ولقنه إياه كما يلقنه السورة من القرآن، كما ورد في بعض الروايات، وذلك لما يشتمل عليه من تعظيم الله تعالى وتمجيده والإخلاص له والشهادة بوحدانيته وصدق رسوله صلّى الله عليه وسلّم والتسليم والترحم والتبريك عليه صلّى الله عليه وسلّم وما يتضمنه من السلام الخاص بالمصلي والأمة الإسلامية وجميع عباد الله الصالحين في السماء والأرض.

الوجه الخامس: الحديث دليل على أن للمصلي أن يدعو في آخر التشهد بما أحب لقوله: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه) فهو إطلاق للداعي أن يدعو بما أراد، وأفضلُ ذلك الأدعيةُ الواردة في هذا الموضع، وله أن يدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، فإن الدعاء عموماً عبادة.

الوجه السادس: ظاهر الحديث أن الأمر بالدعاء بعد التشهد قبل فرض الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم في التشهد، لأن الأحاديث دلت على أن الصلاة مقدمة على الدعاء، كما سيأتي إن شاء الله، والله تعالى أعلم.


(١) "فتح الباري" (٢/ ٣١٥)، ونقله الكتاني في "نظم المتناثر" ص (٩٤) ولم أجده في "مسند البزار" في مظانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>