للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم إن هذا التقسيم نفسه متدافع؛ لأن البدعة لا يدل عليها دليل شرعي، ولو كان هناك دليل على الوجوب أو الندب لما كان ذلك بدعة! وقد أخرج اللالكائي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) (١)، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) (٢).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلية، وهي قوله: " كل بدعة ضلالة" بسلب عمومها، وهو أن يقال: ليست كل بدعة ضلالة، فإن هذه إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل … ) (٣)، والله تعالى أعلم.

* * *


(١) "شرح اعتقاد أهل السنة" (١/ ٩٢) وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه الدارمي (١/ ٦١) وإسناده صحيح.
(٣) "الاقتضاء" (٢/ ٥٩١) ط. الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>