للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسليمان بن سمرة قال عنه الحافظ أبو الحسن القطان: (لا تعرف له حال) (١)، وقال الحافظ بن " التقريب": (مقبل) أي: في المتابعات.

فالحديث ضعيف جدًا.

• الوجه الثاني: الحديث دليل على مشروعية الدعاء في خطبة الجمعة، وقد ذهب فريق من أهل العلم إلى أن الدعاء في الخطبة واجب، ولم يذكر هؤلاء دليلًا على الوجوب.

• القول الثاني: أن الدعاء مستحب وليس بواجب، وهذا قول في مذهب الشافعية، وبه قال فقهاء الحنابلة (٢)، واستدلوا بحديث الباب، قالوا: لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والفعل يدل على الاستحباب في مثل ذلك لا على الوجوب.

ولكن تقدم أن الحديث ضعيف جدًا، والأولى الاستدلال بحديث عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعًا يديه، فقال: (قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة) (٣)، وفي رواية عند أحمد: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب إذا دعا يقول هكذا، ورفع السبابة وحدها) (٤).

وقد ذكر البيهقي هذا الحديث في "سننه" وبوب عليه: " باب ما يستدل به على أن يدعو في خطبته"، ثم ذكر حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرًا يديه قط على منبره، ولا على غيره، ولكن رأيته يقول: هكذا، وأشار بالسبابة، وعقد الوسطى بالإبهام)، وفيه ضعف، ثم قال: (والقصد من الحديثين إثبات الدعاء في الخطبة، ثم فيه من السنة أن لا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة، ويقتصر على أن يشير بإصبعه) (٥).

فالدعاء في الخطبة للإسلام والمسلمين أمر مشروع، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم،


(١) "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ١٣٨).
(٢) "المجموع" (٤/ ٥٢١)، "المغني" (٣/ ١٨١).
(٣) "صحيح مسلم" (٨٧٤).
(٤) "المسند" (٢٨/ ٤٥٨).
(٥) "السنن الكبرى" (٣/ ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>