عند حدوثه، إن في هذا ردًا للشرع، وإبطالًا لما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الفزع إلى أسباب النجاة عند انعقاد أسباب العقوبات.
ثم لماذا هذا الاهتمام بوقت الكسوف والجزم بوقوعه والمبادرة بالإخبار به؟
إن مثل هذا لا نفع فيه، والجزم به من الخطأ البين؛ لأن الحساب يخطئ ويصيب، وقد كان علماء الدعوة في نجد ينكرون الجزم بوقت الكسوف، وينكرون نشره وإفشاءه، وينكرون على من يتوضأ ويستعد لصلاة الكسوف وهو لم يقع بعد (١)، وإذا ترتب على إفشائه مفاسد كما هو واقع الآن كان تركه متعينًا، ولا سيما في حق عامة الناس.
* * *
(١) انظر: "فتاوى ابن إبراهيم" (١/ ١٦٩)، ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه: إذا استعد لرؤية الكسوف بناءً على غلبة ظن المخبر كان هذا حثًا من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته "الفتاوى" (٢٤/ ٢٥٨)، ولعل الأول أقرب إلى الصواب؛ لأنه لو استعدَّ لها ما صارت صلاة رهبة، بل صارت صلاة ركبة، والله أعلم. انظر: "فتاوى ابن عثيمين" (١٦/ ٣٠٠).