قوله:(الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم) تقدم معنى ذلك في " صفة الصلاة".
قوله:(ملك يوم الدين) ملك: بدون ألف، نص على ذلك أبو داود، فإنه قال عقب هذا الحديث: (أهل المدينة يقرأون: "ملك يوم الدين"، وإن هذا الحديث حجة لهم) وعلى هذه القراءة أكثر السبعة، وقرأ عاصم والكسائي "مالك" بالألف، فهما قراءتان سبعيتان ثابتتان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتواتر، ولا يتوقف ثبوت أحدهما على الاحتجاج بدليل ظنه كحديث الباب، وقراءة "ملك" أبلغ؛ لأنها أكثر شمولًا من " مالك"؛ لأن الملك يتصرف فيما يملك وفيما لا يملك، بخلاف المالك (١).
قوله:(قوة وبلاغًا إلى حين) أي: أنزل علينا المطر النافع الذي يكون سببًا لنبات الأرزاق، والأرزاق سبب لقوة بني آدم والبهائم، وقوله:" وبلاغًا إلى حين" أي: اجعله كافيًا لنا مدة احتياجنا إليه، والبلاغ: هو ما يتواصل به إلى المطلوب، وفي بعض نسخ أبي داود:"وبلاغًا إلى خير"، أي: إلى خير الدنيا والآخرة.
قوله:(حتى رؤي بياض إبطيه) تقدم معناه في "صفة الصلاة" والذي في " سنن أبي داود": (حتى بدا بياض إبطيه).
قوله:(ثم حول إلى الناس ظهره) أي: صار وجهه إلى القبلة وهو على المنبر، بدليل ما بعده.
قوله:(وقلب رداءه) أي: جعل أيمنه أيسره، وكأن هذا والله أعلم من باب التفاؤل بأن يحول الله الجدب إلى الخصب، والشدة إلى رخاء، كما يدل على ذلك مرسل أبي جعفر الباقر.
• الوجه الثالث: الحديث دليل على أنه إذا عزم الإمام على الخروج إلى الاستسقاء فإنه يعد الناس يومًا يخرجون فيه، ليتأهبوا للخروج.
(١) انظر: "فوائد في مشكل القرآن" للعز بن عبد السلام ص (٤٩).