للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عزى الحافظ هذا الحديث في " البلوغ" وعزاه في " التلخيص" (١) إلى أحمد، والمراد " المسند" عند الإطلاق، ولم أجده فيه عن طريق الفهارس، وإنما هو في كتاب " الزهد" (٢)، وعزاه الحافظ ابن كثير (٣) إلى ابن أبي حاتم، ولو كان في " المسند" لكان عزوه إليه أهم.

• الوجه الثاني: الحديث دليل على أن الاستسقاء كان موجودًا في الأمم الماضية، فهو شريعة من قبلنا، وذلك لأن الاستسقاء عند حصول القحط والجدب هو لجميع الخلق، فهو رحمة للجميع من الإنسان والحيوان والطير، وقد جاء القرآن، {وإذ استسقى موسى لقومه … } [البقرة: ٦٠]، أي: طلب لقومه ماء يشربون منه.

• الوجه الثالث: استدل بعض الفقهاء من الشافعية والحنابلة وغيرهم بهذا الحديث على مشروعية إخراج البهائم إلى المصلى للاستسقاء، وكذا قال الصنعاني (٤)، وعللوا لذلك بأن الجدب قد أصابها.

والقول الثاني: أنه لا يسن إخراجها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولأن فيه إتعابها واشتغالًا بها وانشغالًا بأصواتها.

وأما حديث الباب فلا حجة فيه، لما تقدم من الكلام في إسناده، ولأن سليمان عليه السلام لم يخرج بالنمل تستسقي، وإنما مر على نملة تستسقي.

• الوجه الرابع: الحديث دليل على إثبات علو الله على خلقه، لقوله: " رافعة قوائمها إلى السماء"، والله تعالى فطر الخلق كلهم العرب والعجم حتى البهائم على الإيمان بالله تعالى وبعلوه، فما من عبد يتوجه إلى ربه بدعاء أو عبادة إلا وجد من نفسه ضرورة بطلب العلو وارتفاع قلبه إلى السماء، لا يلتفت إلى غيره يمينًا ولا شمالًا، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من اجتالته الشياطين والأهواء، وهذه الحشرة التي رفعت قوائمها إلى السماء


(١) (٢/ ٩٧).
(٢) راجع: "التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل" ص (٢٩).
(٣) "تفسير ابن كثير" (١٦/ ٩٤).
(٤) "سبل السلام" (٣/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>