للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الحديث إسناده صحيح، ولا يضر التردد في اسم الصحابي لثبوت عدالتهم مطلقًا، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري من كبار التابعين، ثقة جليل كبير القدر.

والحديث أصله في البخاري معلقًا من طريق عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (١).

وقد علقه البخاري عن شيخه هشام بن عمار قال: وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية …

فهذا السياق سياق تعليق؛ لأن البخاري لم يذكر صيغة (قال فلان) في "صحيحه" إلا في التعاليق، لكن يشكل على ذلك أن هشام بن عمار من شيوخ البخاري، لقيه وسمع منه، وخرج عنه حديثين غير هذا محتجًا به، يقول فيهما: حدثنا هشام بن عمار (٢).

وقد التمس الحافظ سبب تعليق البخاري لهذا الحديث على الرغم مما ذكر، فقال: (والذي يظهر لي أنه لقصور في سياقه، وهو هنا تردد هشام في اسم الصحابي).

ولا ضير في ذلك ما دام أن الحديث ورد موصولًا من طرق عن هشام بن عمار عن أبي داود وغيره، وبهذا يتبين أن إعلال ابن حزم لهذا الحديث بأن البخاري قد علقه، قول مردود (٣).


(١) "صحيح البخاري" (٥٥٩٠).
(٢) انظر: "هدي الساري" ص (٤٤٨ - ٤٤٩)، وانظر: "فتح الباري" (٤/ ٣٠٨) (٧/ ١٨).
(٣) انظر: "إغاثة اللهفان" (١/ ٢٧٧)، "فتح الباري" (١٠/ ٥٣)، "مجموع رسائل ابن رجب" (٢/ ٤٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>