للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (والزبير) هو الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي الصحابي الشجاع، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت وأسلم هو قديمًا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو ابن ست عشرة سنة، وعذب ليترك دينه، فلم يفعل، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت معه في أحد، قتل يوم الجمل قرب البصرة، سنة ست وثلاثين رضي الله عنه (١).

قوله: (في سفر) جاء في بعض الروايات: (فرأيته عليهما في غزاة).

قوله: (من حكة … ) من: للتعليل؛ أي: لأجل حكة حصلت بأبدانهما، والحكة: بكسر الحاء، التهاب في الجلد يحمل صاحبه على كثرة حكه، وهي أنواع أشدها الجرب، نسأل الله العافية.

وقد ورد في رواية: (أنهما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القمل، فرخص لهما في قميص الحرير في غزاة لهما) (٢)، ويجمع بينهما بأن الحكة حصلت من القمل، فنسبت العلة تارة إلى المسبب وهي الحكة، وتارة إلى السبب (٣)، وهو القمل.

• الوجه الثالث: الحديث دليل على تحريم الحرير على الرجال؛ لأن المشهور عند الأصوليين أن الترخيص لا يكون إلا في مقابل عزيمة.

• الوجه الرابع: الحديث دليل على جواز لبس الحرير للتداوي به من الحكة أو القمل، ونحو ذلك؛ لأن ما ثبت في حق صحابي ثبت في حق غيره ما لم يقل دليل على اختصاصه، وهذا مذهب الجمهور، والمشهور عندهم أنه ليس خاصًا بالسفر، بل يجز في الخصر.

وقد ذكر النووي وغيره أن الحكمة في لبس الحرير للحكة لما فيه من البرودة (٤)، وتعقب بأن الحرير حار، والصواب: أن الحكمة لخاصة فيه، وهي دفع ما تنشأ عنه الحكة كالقمل، والله أعلم.


(١) "الاستيعاب" (٣/ ٣٠٩)، "الإصابة" (٤/ ٧).
(٢) "صحيح البخاري" (٢٩٢٠)، ومسلم (٢٠٧٦) (٢٦).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ١٠١).
(٤) "شرح صحيح مسلم" (١٣/ ٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>