قوله:(فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون) أي: فإن الملائكة الحاضرين حينئذ (تؤمن) أي: يقولون: آمين، أي: استجب، على ما تقولون من الدعاء فلا تدعو إلا بخير ليحصل تأمينهم عليه فيستجاب.
قوله:(اللهم اغفر لأبي سلمة) ذكره بكنيته دون اسمه؛ لأنه اشتهر بها، كما تقدم، والمغفرة: ستر الذنب والتجاوز عنه.
قوله:(وارفع درجته في المهديين) أي: اجعل له درجة علية عندك في المهديين، وهم الذين هداهم الله بالإسلام سابقًا وبالهجرة إلى خير الأنام لاحقًا. وهذا الدعاء مع ما قبله في غاية المناسبة والترتيب؛ لأن الأول من باب التخلية بالمعجمة والثاني من باب التحلية بالمهملة.
قوله:(واخلفه) بهمزة الوصل، وضم اللام، أي: كن له خلفًا وخليفة.
قوله:(في الغابرين) أي: الباقين، وهو بدل بإعادة العامل، والمعنى: كن خليفة له في ذريته بحفظك لهم وبركتك فيهم.
قوله:(واغفر لنا وله) بتقديم النفس قبل الدعاء للآخر.
قوله:(يا رب العالمين) مناسبة ختم الدعاء بذلك أن من كان خالق العالمين ومالكهم ومدبر شؤونهم هو الذي يطلب منه ذلك.
والعالمين: كل من سوى الله تعالى، وصفوا بذلك؛ لأنهم علم على خالقهم صلى الله عليه وسلم.
• الوجه الثالث: الحديث دليل على أنه يستحب لحاضر الميت إغماض عينيه، لئلا تبقى مفتوحة فيتشوه منظره، وكذا ينبغي شد لحييه بعصابة عريضة تربط فوق رأسه؛ لأنه لو ترك لصار كربه المنظر.
• الوجه الرابع: النهي عن الضجيج والصراخ ورفع الصوت عند مصيبة الموت؛ لأن الملائكة تؤمن على ما يقال، فالواجب في هذه الحال الدعاء بكل خير، ليحظى الداعي بتأمين الملائكة واستجابة الدعاء.