للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يثبت له سماع من ابن عباس) (١).

ومن شواهد حديث الباب حديث حسان بن ثابت رضي الله عنه أخرجه ابن ماجه (١٥٧٤)، والحاكم (١/ ٣٧٤)، والبيهقي (٤/ ٧٨) من طريق عبد الله بن خثيم، عن عبد الرحمن بن بهمان، عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور".

قال البوصيري: (إسناده صحيح، ورجاله ثقات) (٢). لكن فيه عبد الرحمن بن بهمان، قال ابن المديني (لا نعرفه) (٣)، وذكر ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي (٤). وقال الحافظ في " التقريب" (مقبول).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (لعن رسول الله) اللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ومعنى: (لعن رسول الله) أي: دعا عليهم باللعنة.

قوله: (زائرات القبور) جمع زائرة، والزيارة هنا: الخروج إلى المقابر.

والرواية الثانية: " زوارات" بضم الزاي أو فتحها مع تشديد الواون. أما الضم فهو جمع زوار، جمع زائرة سماعًا وزائر قياسًا، مثل: كاتب وكتاب (٥)، وأما بالفتح فهي إما صيغة مبالغة، لكن لا يراد بها المبالغة، وهو الإكثار من الزيارة؛ لأن الرواية الأخرى تحدد المراد، فإننا لو حملناها على المبالغة ما كان للرواية الثانية فائدة في حين أنها أفادت أن المحذور يحصل بزيارة واحدة، ففيها زيادة علم.

وقد يحمل التضعيف على كثرة الفاعلين وتعددهم، لا على كثرة الفعل، كما في قوله تعالى: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} [ص: ٥٠]، والأبواب لا تفتح إلا مرة واحدة (٦)، أو تكون بالفتح صيغة نسب، أي: ذوات زيارة


(١) "فتح الباري" لابن رجب (٣/ ٢٠١)، وانظر: "فتاوى ابن تيمية" (٢٤/ ٣٥٠).
(٢) "الزوائد" (١/ ٥١٦).
(٣) "تهذيب التهذيب" (٦/ ١٣٥).
(٤) "الثقات" (٧/ ٦٨)، "تاريخ الثقات" ص (٢٨٩).
(٥) "شرح المنهاج" للمحلي (١/ ٣٥١)، وذكره السيوطي ونقله عنه السندي في "شرحه لابن ماجه" (١/ ٤٧٨).
(٦) "الفتاوى" (٢٤/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>