للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القبور، والمقصود أن رواية: " زائرات"نص صريح في أن زوارات ليست للمبالغة، لأنها تدل على أن النهي يحصل بزيارة واحدة.

• الوجه الثالث: الحديث دليل على تحريم زيارة القبور للنساء وأن ذلك من كبائر الذنوب لثبوت اللعن على ذلك، ولا فرق في ذلك بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من القبور؛ لعموم الأدلة، وهذا قول المحققين من أهل العلم، وهو رواية عن الإمام أحمد، وهو مذهب بعض المالكية والشافعية والحنفية، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والنووي والشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعة (١).

وذهب أكثر الحنفية والمالكية إلى أن زيارة القبور للنساء مباحة بلا كراهة، وهو رواية عن الإمام أحمد (٢). واستدلوا بحديث بريدة المتقدم: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"، قالوا: فهذا خطاب عام فيتناول النساء، ولأنه علل زيارتها بأمر يشترك فيه الرجال والنساء وهو تذكر الآخرة.

وبما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وساق الحديث، وفي آخره: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: " قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المتقدمين منا والمتأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون" (٣).

كما استدلوا بحديث أنس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: " اتق الله واصبري … " (٤).

وذهب فريق من أهل العلم إلى أن زيارة القبور للنساء مكروهة من غير تحريم، وهذا هو منصوص الإمام أحمد، وبه قال أكثر الشافعية، وبعض


(١) "المغني" (٣/ ٥٢٣)، "المجموع" (٥/ ٣٠٩)، "الفتاوى" (٢٤/ ٣٤٤)، "تهذيب مختصر السنن" (٤/ ٣٤٢، ٣٤٧ - ٣٥٠).
(٢) "بدائع الصنائع" (١/ ٣٢٠)، "المغني" (٣/ ٥٢٣).
(٣) "صحيح مسلم" (٩٧٤) (١٠٣).
(٤) أخرجه البخاري (١٢٨٣)، ومسلم (٩٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>