للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نقله الشوكاني (١) والألباني (٢)؛ لأن خالد بن سارة والد جعفر روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٣)، وحسن له الترمذي حديثه هذا، وقال الحافظ في " التقريب": (صدوق)، وحسن الحديث ابن كثير في " الإرشاد" (٤).

الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (لما جاء نعي جعفر) أي: خبر موته. وجعفر هو: جعفر بن أبي طالب أخو علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، ذو الجناحين، وصاحب الهجرتين، أسلم قديمًا، وكان أشبه الناس خلقًا وخلقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، زوجته أسماء بنت عميس، قتل شهيدًا يوم مؤتة سنة ثمان، ولد إحدى وأربعون سنة رضي الله عنه (٥).

قوله: (حين قتل) أي: في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة.

قوله: (اصنعوا لآل جعفر) هذا الخطاب لأهله صلى الله عليه وسلم، ويتناول أقارب الميت أو جيرانه ونحوهم. والمراد بآله: زوجته أسماء بنت عميس وأولاده.

قوله: (فقد أتاهم ما يشغلهم) لفظ أبي داود: " فقد أتاهم أمر شغلهم".

وقوله:: ما يشغلهم" بفتح الياء والغين، ماضية شغل من باب (نفع). ويجوز ضم الأول وكسر الثالث، والشغل والشغل: هو الأمر العارض الذي يذهل الإنسان، وهذا سيق مساق التعليل، والمعنى أنه نزل بهم أمر شغلهم وألهاهم عن صنع طعام ياكلونه، فيحصل لهم ضرر وهم لا يشعرون.

• الوجه الرابع: الحديث دليل على استحباب تقديم الطعام لأهل الميت في يوم مصيبتهم رفقًا بهم مراعاة لحالهم، وهذا من محاسن الإسلام، ومؤكدات الإخوة بين المسلمين، ومشروعية المشاركات عند نزول الحاجات.

ولم يذكر في الحديث مدة الإطعام، فمن أهل العلم من قال: يوم وليلة؛ لأن الغالب أن الحزن الشاغل عن إعداد الطعام لا يستمر أكثر من


(١) "نيل الأوطار" (٤/ ٩٧).
(٢) "أحكام الجنائز" ص (١٦٧).
(٣) (٦/ ٢٦٤).
(٤) "إرشاد الفقيه" (١/ ٢٤٢).
(٥) "الاستيعاب" (٢/ ١٤٩)، "الإصابة" (٢/ ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>