للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورجح بعضهم الرواية المتصلة؛ لأنها من رواية جماعة من الحفاظ، منهم الثوري، وأبو معاوية، وهما أثبت أصحاب الأعمش (١).

قال الخلال: (أحمد لا يعبأ بمن خالف أبا معاوية في حديث الأعمش، إلا أن يكون الثوري) (٢).

وممن رجح الوصل ابن عبد البر، حيث قال: (روى عن معاذ هذا الخبر بإسناد متصل صحيح ثابت) (٣)، كما رجح الوصل أيضًا الشيخ عبد العزيز بن باز.

وقد اختلف في سماع مسروق عن معاذ، وسماعه من وارد؛ لإمكانه زمانًا ومكانًا، فمسروق من كبار التابعين، وهو ثقة، فقيه، عابد، لا يجزم بروايته عن معاذ إلا وقد سمعه، وقد ولد عام الهجرة، وكان في اليمن وقت وجود معاذ فيها، والله أعلم (٤).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (بعثه إلى اليمن) وذلك في ربيع الأول سنة عشر، كما تقدم في أول حديث، وبقي فيها داعيًا ومعلمًا وقاضيًا، وعاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.

قوله: (تبيعًا أو تبيعة) التبيع: هو الذي أتم الحول الأول ودخل في الثاني، والأنثى تبيعة، سمي بذلك لأنه لا يزال يتبعه أمه.

قوله: (مسنة) هي التي أتمت الثانية ودخلت في الثالثة.

قوله: (ومن كل حالم دينارًا) الحالم: اسم فاعل من حلم الصبي فهو حالم، ويقال: احتلم فهو محتلم، أي: بلغ مبلغ الرجال.

والدينار: اثنتان وسبعون حبة شعير عند المتقدمين، وهو ما يقارب ثلاث


(١) "شرح علل الترمذي" لابن رجب (٢/ ٥٢٩).
(٢) "شرح علل الترمذي" (٢/ ٥٣٣).
(٣) "التمهيد" (٢/ ٢٧٥).
(٤) انظر: "المحلى" (٦/ ١١، ١٦)، "بيان الوهم والإيهام" (٢/ ٥٧٥ - ٥٧٦)، "التلخيص" (٢/ ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>