للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والمعدن قد يكون صلبًا يذوب بالإذابة وينطبع بالنار (١)؛ كالذهب والفضة والحديد والرصاص والنحاس، ونحو ذلك، وقد يكون صلبًا لا يذوب؛ كالياقوت والكحل، ونحو ذلك، وقد يكون مائعًا، كالنفط والغاز (٢).

قوله: (القبلية) بفتح القاف والباء، مثل عربية؛ كأنه نسبة إلى القبل محركة وهو النشز من الأرض يستقبلك، موضع بناحية ساحل البحر الأحمر من منطقة الفرع في بلاد مزينة (٣).

والفرع: بضم أوله وسكون ثانيه، وآخره عين مهملة، وقيل: بضم أوله وثانيه، اسم قرية ذات نخيل ومياه، بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة (٤)، ولا يزال معروفًا حتى اليوم على الطريق السريع بين مكة والمدينة.

• الوجه الرابع: استدل بالحديث من قال بوجوب الزكاة في المعادن المستخرجة من الأرض، والحديث تقدم ضعفه، لكن يدل على وجوب زكاة المعدن قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض} [البقرة: ٢٦٧]، قال القرطبي: (يعني: النبات، والمعادن، والركاز) (٥)، وقد نقل النووي الإجماع على وجوب الزكاة في المعادن (٦).

فتجب الزكاة في كل أنواع المعادن المتقدمة، وهي كل ما خرج من الأرض مما يخلق فيها من غيرها مما له قيمة؛ لعموم الآية؛ ولأن هذا يتمشى مع أحكام الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان، وقد حصل في هذا العصر من الثروات المعدنية التي يقوم عليها اقتصاد العالم الشيء الكثير الذي لم يكن معروفًا من قبل، ولا سيما المعادن السائلة؛ كالنفط (البترول) والغاز، وهذا مذهب الإمام أحمد، كما تقدم في تعريف المعدن، وعند مالك والشافعي


(١) معنى (ينطبع بالنار) أي: يقبل الطرق والسحب.
(٢) انظر: "بدائع الصنائع" (٢/ ٦٧).
(٣) انظر: "المغانم المطابة" ص (٣٣٢).
(٤) انظر: "المغانم المطابة" ص (٣١٥).
(٥) "تفسير القرطبي" (٣/ ٣٢١).
(٦) "المجموع" (٦/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>