فقد أخرجه مسلم في كتاب " الزكاة"، باب " من تحل له المسألة"(١٠٤٤)، وأبو داود (١٦٤٠)، وابن خزيمة (٢٣٦١)، وابن حبان (٨/ ١٩٠) من طريق هارون بن رئاب، حدثني كنانة بن نعيم العدوي، عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اسأله فيها، فقال:" أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها"، قال: ثم قال: " يا قبيصة إن المسألة … " وذكر تمام الحديث، وهذا الحديث قد أعاده الحافظ في كتاب " البيوع" آخر باب " التفليس والحجر"، وسيأتي هناك بيان مناسبته إن شاء الله.
• الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:
قوله:(حمالة) بفتح لاحاء كسحابة، هي المال الذي يتحمله الإنسان فيستدينه ويدفعه لإصلاح ذات البين، ودفع نزاع قائم بين طائفتين.
قوله:(جائحة) بفتح الجيم، هي الآفة السماوية التي لا صنع للآدمي فيها كالبرد، والسيل، والنار، والفيضان، ونحو ذلك.
قوله:(قوامًا من عيش) وعند مسلم وغيره زيادة: " أو قال: سدادًا من عيش" والقوام بكسر القاف، والسداد بكسر السين المهملة: ما يقوم بحاجة الإنسان ويسد به خلته. و "أو" للشك.
قوله:(فاقة) أي: فقر شديد اشتهر به بين قومه بعد الغنى.
قوله:(حتى يقوم ثلاثة) أي: يقومون بهذا الأمر فيقولون: لقد أصابت … إلخ.
قوله:(من ذوي الحجا) بكسر الحاء المهملة والقصر: هو العقل، والمعنى: حتى يشهد ثلاثة من قومه من أرباب العقول الراجحة أنه أصابت فلانًا حاجة وفقر، وصارت حالته تدعو إلى العطف.
واعتبار العقل للتنبيه على أنه ينبغي في المخبر أن يكون متيقظًا عالمًا بما يقول؛ لأن غير المتيقظ لا يوثق بخبره.