للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعض أهل الحديث (١). ومال إليه الصنعاني (٢)، واختاره الشوكاني (٣).

الوجه الثالث: الحديث دليل على استحباب ترائي الهلال ليلة الثلاثين من الشهر، لقوله: (تراءى الناس الهلال) ولا سيما من رزقهم الله تعالى حدة في البصر، وهو يدل على أن ذلك هدي أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن فيه مصلحة عظيمة للمسلمين لما يترتب على رؤيته من الأحكام.

الوجه الرابع: الحديث دليل على أن من رأى الهلال فإنه يخبر برؤيته الإمام أو من ينيبه الإمام في هذا الشأن لإعلانه للناس.

ثم من رأى هلال رمضان وَرُدَّ قوله، فهل يلزمه الصوم؟ قيل: يلزمه، وهو قول أكثر الفقهاء، لقوله: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»، وهذا قد رآه فيصوم (٤).

والقول الثاني: أنه لا يلزمه الصوم؛ لأن الهلال ما هلَّ واشتهر لا ما رئي، وهذا رواية عن أحمد، اختارها ابن تيمية (٥).

فإن رأى هلال شوال وَرُدَّ قوله فإنه لا يفطر؛ لأن هلال شوال لا يثبت شرعاً إلا بشاهدين، وهنا رآه واحد. وهذا قول أحمد، وأبي حنيفة، ومالك (٦).

والقول الثاني: أنه يفطر سرًّا، وهو قول الشافعي، وابن حزم (٧).

والأول أرجح، وهو أنه لا يفطر؛ تبعاً للجماعة، واحتياطاً في باب الصوم، والله تعالى أعلم.


(١) "معالم السنن" (٣/ ٢٢٦)، "المحلى" (٦/ ٢٣٥)، "المغني" (٤/ ٤١٩).
(٢) "سبل السلام" (٤/ ١١٢).
(٣) "نيل الأوطار" (٤/ ٢١٠ - ٢١١).
(٤) "الاستذكار" (١٠/ ٢٤)، "المغني" (٤/ ٤١٦)، "المجموع" (٦/ ٢٧٦)، "بدائع الصنائع" (٢/ ٨٠)، "المدونة" (١/ ١٩٣).
(٥) "الفتاوى" (٢٥/ ١١٤).
(٦) "تبيين الحقائق" (١/ ٣١٨)، "مختصر خليل" ص (٥٨)، "المغني، (٤/ ٤١٦).
(٧) "المحلى" (٦/ ٢٣٥)، "المجموع" (٦/ ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>