للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: الحكمة: توطين النفس وتهيئتها للصيام، لتكون مستعدة لصيام رمضان، سهلاً عليها أداؤه (١)، ويحتمل أنه يصومه لهذه الحكم كلها.

فإن قيل: ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ … » (٢).

وهذا يدل على أن الإكثار من الصيام في المحرم أفضل من الصيام في شعبان؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم جعل المحرم يلي رمضان في الأفضلية، فلماذا كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يكثر من صيام شعبان دون المحرم؟ فالجواب ما ذكره النووي: (من أنه يحتمل أن يكون صلّى الله عليه وسلّم ما علم ذلك إلا في آخر عمره، فلم يتمكن من كثرة الصوم في المحرم، أو اتفق له من الأعذار بالسفر ونحوه ما منعه من كثرة الصوم فيه) (٣)، والله تعالى أعلم.


(١) "فتاوى ابن عثيمين" (٢٠/ ٢٣).
(٢) أخرجه مسلم (١١٦٣).
(٣) "شرح النووي على مسلم" (٧/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>