للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدعاء في هذا اليوم العظيم، فيكون ترك الصيام أفضل، وعلل شيخ الإسلام ابن تيمية استحباب فطره بأنه يوم عيد (١).

وقد سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة بعرفة؟ فقال: (حججت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه) (٢).

والقول الرابع: التفصيل، وهو أن من يشق عليه الصيام أو يضعفه عن الدعاء فإنه يكره له أن يصومه، ومن كان يطيقه ولا يشق عليه فيستحب له أن يصومه، وهذا القول رواية عن أحمد، ذكرها الخطابي (٣).

والأظهر - والله أعلم - قول الجمهور، وهو استحباب فطره، وكراهة صيامه، تأسياً بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وبخلفائه من بعده، فإنهم وقفوا مفطرين، والله أعلم.


(١) "زاد المعاد" (٢/ ٧٧).
(٢) أخرجه الترمذي (٧٥١)، والنسائي في "الكبرى" (٣/ ٢٢٨)، وأحمد (٢/ ٤٧)، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن).
(٣) "معالم السنن" (٣/ ٣٢١)، "الإنصاف" (٣/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>