للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجاءت عند أحمد في إحدى رواياته (٤٤/ ٣٨٧) من طريق محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، به، ولفظه: (عن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها استفتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فأرة سقطت في سمن لهم جامد … ) الحديث، وقد بيّن ابن عبد الهادي بأن هذه الزيادة من كيس محمد بن مصعب القرقساني، وقد ضعفه يحيى بن معين وجماعة (١). ولخص الحافظ حاله بأنه صدوق كثير الغلط.

وقد دلت هذه الرواية على أن السائلة هي ميمونة -رضي الله عنها-، ووقع في بعض روايات مالك -أيضًا- أن ميمونة هي السائلة (٢).

وأما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فقد أخرجه أحمد (١٢/ ١٠٠، ١٠١)، وأبو داود (٣٨٤٢) من طريق معمر: أخبرنا ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، به.

ومتن هذا الحديث صحيح، ورجال إسناده ثقات، رجال الشيخين، إلا أنه كما قال البخاري وأبو حاتم والترمذي والدارقطني وغيرهم (٣): إن معمر بن راشد قد أخطأ في إسناده، فإنه رواه عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وقد خالفه أصحاب الزهري أمثال الإمام مالك وابن عيينة فرووه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة، قال البخاري: (هذا خطأ، أخطأ فيه معمر)، وقال أبو حاتم: (وَهْمٌ) (٤).

وقد جاء في "صحيح البخاري": (قيل لسفيان: فإن معمرًا يحدثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: ما سمعت الزهري يقول: إلا عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولقد سمعته منه مرارًا) (٥).


(١) "التنقيح" (٢/ ٥٦٦)، "تهذيب التهذيب" (٩/ ٤٥٨، ٤٥٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١/ ٣٤٣، ٩/ ٦٧٠).
(٣) انظر: "علل الترمذي" (٢/ ٧٥٨، ٧٥٩)، "الفتاوى" (٢١/ ٤٩٠).
(٤) انظر: "جامع الترمذي" (٤/ ٢٢٦)، "العلل" لابن أبي حاتم (٢/ ١٢).
(٥) "الصحيح" (٥٥٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>